بعد مرور أكثر من 4 أيام على اندلاع التظاهرات بسوريا، وقد أقرت وكالة الأنباء السورية (سانا) بوقوع اضطرابات في عدد من المحافظات السورية، وأبرزها ما حدث في درعا والمسجد الأموي بدمشق، والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى نتيجة تعامل الأمن مع المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام وإصلاحات دستورية واجتماعية والإفراج عن المعتقلين ونشر الحريات. لكن، لم تكن تغطية القنوات الفضائية العربية، لا سيما قناة "الجزيرة" وقناة "العربية"، على قدر المسؤولية التي كانت عليها في تغطيتها لأحداث تونس ومصر فيما سبق، والآن ليبيا والبحرين واليمن. ويبدو أن حالة التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات السورية على الأحداث واعتقالها لعدد من الصحفيين والإعلامين، أدت إلى نقص المعلومات التي تصل من سوريا، فقد بدا واضحًا أن معظم المواد الإخبارية التي تصل من هناك مصدرها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أو مقاطع فيديو يقوم المتظاهرون بنشرها على اليوتيوب أو معلومات عبر فيس بوك أو شهود عيان من داخل سوريا. فاعتمدت تغطية قناة بي بي سي والعربية وفراس 24 للأحداث السورية على روايات شهود عيان وحقوقيين سورين، وأيضًا مقاطع فيديو لأحداث التظاهرات وصفحات الفيس بوك والتوتير، ووضع شريط أخبار لما يرد من وكالات الأنباء، كما قامت هذه القنوات الإخبارية بنقل المقابلات الصحفية مع المسؤولين السوريين التي تقدمها القناة الفضائية السورية الرسمية. ولوحظ عدم وجود أي مراسلين صحفيين للقنوات الإخبارية الشهيرة داخل دمشق أو في أي محافظة سورية، وهو ما يفسر اكتفاء قناة الجزيرة بشريط أخبار من وكالات الأنباء، ولم تقدم أي تغطية موسعة للأحداث. وفي هذا السياق، كان قد طالب عدد من النشطاء والإعلامين قناة الجزيرة بتغطية أحداث السعودية والبحرين وسوريا بكل حيادية وموضوعية، وعدم الارتباط بأجندة قطر كدولة، وذلك من خلال بيان قاموا بنشره على الفيس بوك والتويتر، ودعوا كل المستخدمين إلى التوقيع عليه تحت عنوان (إلى قناة الجزيرة من شباب الثورات العربية).