أكد السياسي والمفكر، الدكتور مصطفى الفقي، أن العرب مستعدون لإقامة مشروعات اقتصادية في مصر في حالة مكافحة الفساد، كما أن أمريكا مستعدة للقيام بدور لمساعدة مصر اقتصاديا، وطالب الفقي بضرورة مكافحة الفساد واجتثاثه بشكل كامل، وليس بصورة انتقائية. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها جمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، برئاسة ماجد المنشاوي، بعنوان "الرؤية المستقبلية لمصر بعد ثورة 25 يناير"، والتي حضرها السفير اللبناني بالقاهرة، الدكتور خالد زيادة، وعدد كبير من رجال الأعمال المصريين واللبنانيين وممثلي بعض السفارات العربية بالقاهرة، وفؤاد حدرج، نائب رئيس الجمعية، والسفير حسن شاش، الأمين العام للجمعية، وغازي ناصر، رئيس لجنة الإعلام والثقافة، وإلكسندر الشويري، وفتح الله فوزي، والدكتور نجاد شعراوي، أعضاء مجلس الإدارة. وأبرز الدكتور مصطفى الفقي أن ثورة 25 يناير كانت نقطة تحول في تاريخ مصر، خاصة أنها جاءت في ظل تراجع الدور المصري، وأوضح أن تراجع الدور المصري في العالم العربي ارتبط بتراجع المعرفة والثقافة والتعليم في مصر، ولاسيما أنه كان هناك فقر سياسي واضح في توجهات الحكومة المصرية، سواء في الداخل أو الخارج. ومن جانب آخر، أعلن السياسي والمفكر، الدكتور مصطفى الفقي، قيادته للحركة الوطنية من أجل الدولة المدنية، أي أن الفكرة تقوم على المواطنة، فمن الممكن أن يكون هناك اختلاف، ولكن هناك مساواة. وأشار إلى أن مصر يناسبها جدا النظام البرلماني، لأنها عانت كثيرا من الملك الفرعون الذي يملك كل السلطات، وأوضح أنه من الأفضل الآن هو الإعلان الدستوري، وليس تعديل الدستور الحالي، حيث سقط الدستور، وانتقل من الشرعية الدستورية إلى الشرعية الثورية. ومن جانب آخر، طالب الدكتور مصطفى الفقي بضرورة إدماج الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، ولكن مع ضرورة احترامهم لكل قواعد اللعبة السياسية في مصر، وعدم استخدام الشعارات الاستعبادية. كما تخوف الفقي من خروج أبناء العشوائيات، وحرب الجياع التي قد تهدد أمن ومستقبل الاقتصاد بمصر. وأشار إلى أن مهمة المجلس العسكري ليست سهلة في ظل الأوضاع الراهنة، كما أكد ضرورة تحويل جزء من الأمن المركزي إلى جنود شرطة عاديين، لاستتاب الأمن. ومن جانبه، أشار ماجد المنشاوي، رئيس الجمعية، في كلمته إلى أننا نعيش مرحلة جديدة من التغييرات، امتدت إلى كثير من الأقطار العربية، وأوحت بخريطة جديدة في الأنظمة السياسية والاقتصادية، ونحن كمجتمع لرجال الأعمال في مصر ولبنان نرصد بكل دقة هذه المتغيرات، ونأمل أن تكون بداية عهد جديد من التنمية والتقدم السياسي والاقتصادي. وأكد أن الجمعية وأعضاءها من رجال الأعمال والمستثمرين أخذوا على عاتقهم تفعيل وتنمية الشراكة والتعاون الاقتصادي المشترك بين مصر ولبنان، ولطالما واجهوا أزمات اقتصادية كبيرة في الحروب والاعتداءات على لبنان في 2006، ولكنها نجحت بتضافر الجهود والتعاون الوثيق، وتلاحم القطاع الخاص في البلدين في تجاوز هذه المحن، وتقديم أفضل الخدمات للشعبين، لكي تنطلق عجلة التجارة والإنتاج والاستثمار في كل المجالات، خاصة وأن الاستثمارات اللبنانية بمصر قد وصلت إلى 2.8 مليار دولار. وأشار فؤاد حدرج، نائب رئيس الجمعية، إلى أن رجال الأعمال اللبنانيين في مصر في حراك دائم، من أجل المحافظة على استقرار استثماراتهم بمصر، لأن مصر كانت وما زالت أرض العطاء لكثير من المستثمرين. ودعا غازي ناصر، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بالجمعية، إلى أن يحرس الله مصر، ويحمي ثورتها، لأنها أرض الكنانة والمكانة، ومقصد الأخيار، ومنبت الثوار، ودائما مصر الأمل والرجاء وقبلة العرب في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية.