فى كل فيلم يعرض لها تثير علا غانم الجدل وسط النقاد الذين يشنون عليها فى الكثير من الأحيان هجوما عنيفا، الذى ترجعه هى إلى قيامها بالأدوار الجريئة. علا تنتظر بشغف عرض «الأكاديمية» وهو الفيلم الذى تثبت فيه أن لها وجوها أخرى غير التى عرفها الجمهور فى كل أفلامها السابقة.. ما الذى حمسك ل«الأكاديمية»؟ حمسنى إليه الدور الذى أقدمه لأنه مختلف تماما عن شخصيتى وكل الأدوار التى قدمتها من قبل، فأنا أجسد شخصية دكتورة جامعية أكبر من طلابها بسنوات قليلة لأنها فى الأصل زميله لهم، وصغر سنها يظهر على الشاشة، ومن خلال علاقتها بهؤلاء الطلاب تتفجر مواقف كوميدية كثيره جدا، فالسيناريو بالكامل جذبنى وليس فقط دورى. وما تقصدون بالأكاديمية؟ نقصد معنى أوسع وأشمل من معنى الأكاديمية المعروف، فلا نقصد فقط الطلاب وعلاقتهم بأساتذتهم، ولكن نتحدث عن الحياة بشكل عام وعن أشياء كبيرة نشعر بها فى حياتنا اليومية، وأيضا من خلال أزمات كثيرة تؤثر علينا. كل هذا نقدمه من خلال «الأكاديمية» لأنها المكان الذى يجتمع فيه المصريون مع العرب من جميع الجنسيات، وذلك لأن مصر مركز رئيسى للتعليم فى العالم العربى، فهناك كثير من العرب يرسلون أولادهم ليدرسوا فى الجامعات المصرية، والفكرة جاءت من هنا، فتواجد شباب من مختلف الجنسيات العربية فى مكان واحد، يفتح الباب لمعرفة كيف يتعاملون مع بعضهم البعض. ألا تقصدون بها جامعة الدول العربية؟ نعم نقصد بها جامعة الدول العربية ولكنى لم أكن أحب توضيح ذلك لأن الفيلم كوميدى خفيف ولا أحب أن أحمله أكثر من ذلك، ونطرح فى الفيلم سؤالا مهما هو: هل نحن العرب أمة واحدة أم نحن فعلا أمم متفرقة؟.. فنحن العرب يفرق بيننا حدود على الخريطة، لكننا فى النهاية يجب أن نكون شعبا واحدا. هل الفيلم به إسقاطات سياسية؟ نعم به إسقاطات سياسية كثيرة لكنى لن أفصح عنها لكى لا أحرق أحداث الفيلم، وأفضل أن أترك المشاهد وحده يفهمها، من خلال الإطار الكوميدى الذى نقدم به الفيلم، كما أن السياسة ليست ظاهرة فى الفيلم نهائيا. هل تعمدت أن تبتعدى فى هذا الفيلم عن أدوارك الجريئة المثيرة الجدل؟ الدور بالفعل ليس به أى مشاهد جريئة أو مثيرة، واختلافه عن أدوارى السابقة هو أكثر ما جذبنى إليه، والسبب الرئيسى لموافقتى عليه. كيف رأيت فيلم «صياد اليمام» بعد 4 سنوات من انتهائك منه؟ أراه فرصة ليس لها علاقة بعلا غانم اليوم، لأنى عندما اخترت أن ألعب هذا الدور، كان منذ 5 سنوات، وانتهيت من تصويره منذ 4 سنوات على أن يعرض فى نفس الوقت لكن عرضه الآن بعد كل هذه السنوات لن يفيدنى بشىء، وكذلك فيلم «كلام جرايد»، وفيلم «يوم ما اتقابلنا». لكن ألا تخشين رد فعل الجمهور تجاه أدوارك فى هذه الأفلام؟ لا أخشى رد فعل الجمهور على هذه الأفلام لأنه أكيد سيعرف أن هذه الأفلام قديمة من شكل الممثلين فيها ولهذا لا أقلق، ولا يجب أن يحاسبنى أحد عليها، لأنى كنت أنتظر رد فعل الجمهور تجاهها وأن تنقلنى فنيا وقت انتهائى منها، أما الآن فلا أنتظر من هذه الأفلام أى شىء، لأنها بالنسبة لى مثل البرتقال الذى فسد نتيجة لتخزينه أكثر من 4 سنوات. كما أننى أختلف وتطورت كثيرا فى اختياراتى وأدائى التمثيلى، وأصبحت أكثر نضجا وخبرة مقارنة بهذا الوقت الذى اخترت فيه هذه الأعمال. لماذا لم يخرج فيلم «كلام جرايد» للنور حتى الآن؟ لأن المخرج «عايز كده» فهو يريد أن يطرحه فى موسم العيد المقبل، وأنا لا أريد هذا الموعد لأن عرضه فى هذا التوقيت ليس فى مصلحتى، لانه سيعرض لى فيلم آخر، وسأكون فى النهاية أنافس نفسى بهذين الفيلمين. ومؤكد أن الناس لن تدخل فيلم «كلام جرايد» لأنه قديم، وأنا فى النهاية يصعب علىّ وأحزن عندما لا يأتى أحد أفلامى بإيرادات مثل فيلم «صياد اليمام»، و«كلام جرايد»، و«يوم ما اتقابلنا». تمثلين منذ فترة فى السينما فماذا حققت؟ لم أحقق طموحاتى فى السينما حتى الآن، لأنى لم أحصل على فرصتى الحقيقية فيها حتى الآن، وكل ما قدمته كان الهدف منه أن أكون متواجدة سينمائيا لكنى لازلت فى انتظار الدور الذى يخرج إمكانياتى كفنانة واثقة من موهبتها. ويمكن فى التليفزيون أكون حققت نفسى أكثر من السينما لأنى الآن أقدم مسلسلات مهمة بداية من مسلسل «أماكن فى القلب» وحتى مسلسل «ورق التوت» الذى أعمل فيه الآن وأقوم ببطولته، وأعتبر هذا العمل الأهم فى حياتى الفنية. لماذا تتعرضين للهجوم بعد عرض أفلامك؟ لأنى أقدم فى بعض الأحيان أدوارا جريئة كما فى فيلم «بدون رقابة»، وأحيانا أخرى أقبل أدوارا فقط لمجرد التواجد، إضافة إلى أننى لن أعجب الناس طوال الوقت، كما أن النقاد يجب أن ينقدوا الأفلام فنيا، وليس أخلاقيا. ففيلم «بدون رقابة» تعرض لنقد أخلاقى لاذع وليس لنقد فنى، فما الذى يضايق ناقد فى أن أقدم شخصية شاذة. وأرى أنها ستكون مصيبة إذا رفضت كل الممثلات الأدوار الجريئة، وأصبحت نجمات السينما يقدمن أدوارا ملائكية، ومثلا إذا عرض علىّ تقديم شخصية «فتاه ليل» يجب أرفضها وأعجب هؤلاء النقاد لأنها ستكون أخلاقها غير فاضلة؟! بوجه عام هل أنت راضية عن اختياراتك؟ الحمد لله راضية جدا عن اختياراتى، لكن مخنوقه لأن نوعية الأدوار التى تعرض علىّ محدودة جدا لذلك اختياراتى محدودة، ولم يأتينى حتى الآن الدور الذى أتمناه، فأنا فى التليفزيون قدمت أدوارا قوية جدا، لم أقدمها بعد فى السينما.