ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأحد، أن الارتباك الحقيقي بالنسبة للحكومة اليابانية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، الجمعة الماضية، لا يمثل إلى حد كبير طبيعة الحادث، ولكن في حقيقة أنه تم تحذيرها منذ فترة طويلة بشأن الأخطار التي تواجهها في بناء مفاعلات نووية في مناطق ذات نشاط زلزالي مكثف. وأضافت الصحيفة في تقرير أوردته في موقعها الإلكتروني أن عالم الزلازل إيشيباشى كاتسوهيكو أعلن قبل عدة سنوات بصفة محددة أن حادثا من هذا القبيل مرجح حدوثه، وقال في عام 2007، إن مفاعلات الطاقة النووية في اليابان لديها قابلية أساسية للتعرض للخطر الناتج عن الزلازل المدمرة، فيما لم تهتم الحكومة وقطاع صناعة الطاقة والمجتمع الأكاديمي بالشكل الملائم بالأخطار المحتملة التي تشكلها الزلازل المدمرة. وأشارت الصحيفة إلى أن كاتسوهيكو، وهو أستاذ في السلامة الحضرية بجامعة كوبى، ألقى الضوء على ثلاثة حوادث بمفاعلات في الفترة مابين عامي 2005 و2007، وأن المفاعلات الذرية في أواجاوا وشيكا وكاشيوازاكى - كاريوا تعرضت جميعها لزلازل، أثارت هزات أرضية أقوى من تلك التي صمم المفاعل به للبقاء. وتابعت الصحيفة، أنه في حالة الحادث في مفاعل كاشيوازاكى في شمال اليابان أشعل زلزال بلغت قوته 6.8 درجة في 16 يوليو 2007 حريقا اندلع لمدة ساعتين، وسمح لمياه مشعة للتسرب من المفاعل، إلا أنه لم يتم اتخاذ عمل في أعقاب أي من تلك الحوادث، رغم تحذير كاتسوهيكو في الوقت الذي تعاني فيه المفاعلات من تدفقات مميتة في تصميمها. وقالت الصحيفة، إن اليابان هي ثالث أكبر مستخدم للطاقة النووية في العالم مع 53 مفاعلا نوويا توفر 34.5% من كهربائها، وأن ثمة خطط لزيادة إنتاج الطاقة ليصل ذلك إلى 50% بحلول عام 2030. ونقلت الصحيفة عن كاتسوهيكو قوله، إن اليابان بدأت في بناء نظامها للطاقة الذرية قبل 40 عاما/ عندما كان النشاط الزلزالي في البلاد منخفضا بالمقارنة، وأثر ذلك على تصميمات المفاعلات التي لم تتخذ معايير قوية بشكل كاف حسبما جادل عالم الزلازل. وقالت الصحيفة، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أنها تسعى حاليا بشكل ملح للحصول على تفاصيل ما يحدث في مفاعل فوكوشيما النووي، وأن باقي دول العالم ومن بينها بريطانيا التي تعد خطط توسع نووي مهمة سوف تراقب عن كثب ما ستكشف عنه الوكالة.