ناشدت المعارضة المسلحة الليبية اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي فرض منطقة حظر طيران لمنع الطائرات التابعة للزعيم معمر القذافي من التحليق حقنا للدماء. ومن معقله في طرابلس بغرب ليبيا، قال القذافي اليوم إن الشعب الليبي سيحمل السلاح إذا طبقت منطقة حظر الطيران؛ لأن هذا سيثبت أن قوى غربية تريد السيطرة على ليبيا. وقال القذافي "لازم ناخد بترولهم.. هيك تبغي بريطانيا.. أمريكا.. فرنسا والدول الاستعمارية.. هذا هدفهم يرجعوا من جديد". وتشعر قوات المعارضة على الجبهة بين شرق البلاد الذي تسيطر عليه وقوات القذافي في الغرب بإحباط متزايد إزاء عدم اتخاذ واشنطن والغرب إجراء ما حتى الآن. ويطلق دائما المعارضون المسلحون النار من أسلحة آلية على الطائرات المهاجمة. وقال المتطوع ناجي صالح لرويترز قرب بلدة راس لانوف "فرضوا منطقة لحظر الطيران في العراق. لماذا يعتزون بالقذافي ولم يكن الحال كذلك بالنسبة لصدام حسين"، في إشارة إلى الرئيس العراقي الراحل ومنطقة حظر الطيران التي فرضت في العراق لأكثر من 10 سنوات. وقالت قيادة المعارضة المسلحة في بنغازي بشرق البلاد، إن ممثليها على اتصال بالعواصم الأجنبية بشأن فرض منطقة لحظر الطيران. وقالت إيمان بوقعقيس، وهي مسؤولة إعلامية لدى قوات المعارضة "نركز جهودنا الدبلوماسية ونبذل قصارى جهدنا. لكن كما هو الحال دائما فإنها (القوى الأجنبية) تتلكأ". ووجهت انتقادات لإدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بسبب توخي الحذر البالغ إزاء منطقة حظر الطيران لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، قالت إن اتخاذ هذه الخطوة لا بد أن يتم بمساندة دولية، وألا تكون مجهودات تقودها الولاياتالمتحدة. وأضافت بوقعقيس أن القذافي لديه أولويات عسكرية. وقالت لرويترز "أعتقد أنه يبدو بالنسبة للقذافي من الضروري أن يستعيد الزاوية (الواقعة غرب البلاد) بأي ثمن لأنه لن يسمح بتطويق طرابلس وأن تقطع عن حدود كل من الشرق والغرب". وعندما سئلت بوقعقيس ما إذا كانت قوات القذافي ستزحف شرقا إذا أمنت الزاوية أجابت "نحن نعلم ذلك". وتابعت قولها "لهذا هناك مساع دبلوماسية مستمرة وعلى الأرض كذلك. لكننا نعلم أن القوات غير متكافئة. لهذا نريد منطقة حظر طيران على الأقل، لكن هذا يستغرق وقتا طويلا. هذا أمر لا يصدق. يموت المئات كل يوم وهم لا يريدون التصرف". وفي تعزيز للرسالة التي يريد المعارضون إيصالها إلى المجتمع الدولي بضرورة التصرف سريعا قالت بوقعقيس "أين حقوق الإنسان؟ لا يمكن أن أفهم هذه المعايير المزدوجة. نحن ندافع عن أنفسنا. هذه حالة طوارئ. لقد تم الإعلان أنه مرتكب جرائم دولية لذلك مطلوب اتخاذ جهود استثنائية". وتشجع مقاتلو المعارضة بثلاثة انتصارات مع اتجاههم غربا، بعد أن أجبروا قوات القذافي على الفرار من مدينة بنغازي في منتصف فبراير، لكن طائرات ودبابات تابعة للقذافي حالت دون وصول المعارضة إلى مدينة سرت مسقط رأسه. وما زالت عمليات قصف أخرى جارية وأقنع قصف جوي مهلك للزاوية القيادة في بنغازي بالحاجة إلى منع طائرات القذافي من التحليق ومنعهم من نقل القوات جوا للقضاء على التفوق الجوي للقوات الموالية للقذافي. وقال عبد الحفيظ غوقة، وهو متحدث باسم المجلس الوطني الليبي المعارض في بنغازي، أمس، إن المعارضين انتصروا بالفعل وإنهم سيواصلون انتصارهم عندما تفرض منطقة لحظر الطيران، وإذا اتخذ أيضا إجراء لمنع القذافي من تجنيد المرتزقة، فإن نهايته ستكون خلال ساعات. وعلى خط الجبهة الواقع في الشرق طالب مقاتلون أوباما بفرض منطقة حظر طيران. لكن مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق ورئيس المجلس الوطني الليبي أوضح أيضا أن المجلس لا يريد وجود قوات أجنبية على الأراضي الليبية لأن هناك ما يكفي من القوات المحلية لتحرير ليبيا. وأضاف أن هناك ما يكفي من الأعداد والعزيمة لتحرير كل ليبيا، لكنهم يطلبون ضربات جوية لمساعدتهم في أقل وقت ممكن. وبرزت الحساسية التي تتعامل بها قوات المعارضة مع القوات الأجنبية من خلال إلقاء القبض على "فريق دبلوماسي" بريطاني واحتجازه وكان من بينهم أعضاء من وحدة من القوات الخاصة البريطانية هبطت بطائرة هليكوبتر قرب بنغازي ليلا. وسرعان ما أفرج عن الفريق بعد أن قالت الحكومة البريطانية إن هناك سوء فهم فيما يتعلق بالمهمة التي كانت في واقع الأمر لتقصي الحقائق، لكن احتجازهم لهذا الفريق أوضح أن وجود قوات برية أجنبية ليس موضع ترحيب.