كنا عندما نسير في الشارع ينظر الينا الرجال والشيوخ، وكأننا الفساد الذي يوجد على ظهر هذا الكوكب...ماذا أتسألون حقاً من نحن؟! .. أحقاً لا تعرفونا أم أنكم لا تريدون أن تعرفونا ؟! حسناً أقولها صراحةً اننا شباب 18 ل 28 سنة، فكل من في هذه الفترة العمرية من حياته يشعر بانتقاص الآخرين لقدره. فكنت كلما أشاهد التلفاز فلا أجد سوى السخرية منا ويظل يسب ويلعن في الشباب السيس الذي يمشي في الشارع فمن جعلنا هكذا أليس أنتم؟ فكلهم تخرجوا ولم يجدوا وظيفة وحين تنصحوه تقولوا له فلتجد لك حرفة تعيش منها فكيف لشاب قضى عمره في التعليم وتخرج من كلية مثل التربية أو التجارة أو الآداب أو الحقوق وتقولوا له تعلم حرفة أيذهب لميكانيكي ويقول خذني صبي لك في الورشة فكيف يعقل هذا؟ وقد قرأت منذ عاما مقالا عن الشباب للدكتور أحمد خالد توفيق، فكان يتحدث عن برنامج تليفزيون تجد فيه المذيعة توقف أحد الشباب، وتسأله من هو وزير الاقتصاد؟ فيرد بأنه لا يعلم وأنا متأكد أن المذيعة نفسها لو أخذوا منها الكرت الذي في يدها لن تعرف الإجابة، ولا المخرج يعرف، ولا المصور يعلم. فيكمل ضيوف البرنامج باقي السخرية على هذا الشاب لأنه لا يعلم وزير الاقتصاد. ثم يخرج الضيوف بعد البرنامج ليأخذوا ثمن كلامهم وهو نفسه ثمن تقطيع العلاقة التي تربط الشباب بالوطن. وكان هذا فيما قبل 25 يناير حين انفجرت هذه الفترة العمرية تحديداً، وأيضا الآ لا نجد من يقدرنا حق التقدير فكل من يتكلم لا يقول سوى "هما دول شباب مصر" فاذا كنا حقاً شبابها فلما لا تتركونا نديرها لما لا نجد وظيفة أو منصب قيادي أو أي شئ مما قفزتم عليه بعد الثورة، وكأنكم أنتم الذين حتى فكرتم في القيام بها كنت قد سمعت المحاور عمرو أديب في إحدى حوارته وهو يخاطب الشيوخ قائلاً " أنا عايز حد يطلع ويقولي أنا هابقى رئيس جمهورية" وأنا الان أقول لك :" استناني يا عمرو عشان أنا هابقى رئيس الجمهورية ان شاء الله ولكن ليس في الفترة القادمة طبعاً". إن هذه الأيام لو أردتم أن تعبروا بمصر حقاً منها فاتركوا الأمر لهؤلاء الشباب فهم ليسوا بأطفال لا يعملون قرارتهم وعلى الأقل لن تكون هناك رشوة أو فساد داخلي لأن من سيقوم به سيكون شاباً وحينها أستطيع ايقافه أما حين أجد رجل في مثل عمر أبي يقوم برشوة فكيف أتجرا وأوقفه وأيضاً حين أتجرأ عليه أفقد المبادئ الانسانية الموجودة داخلي كاحترام الكبير وحين يسقط أحد المبادئ تسقط المبادئ كلها. في النهاية أحب أن أقول لكم عاشت مصر