كلف اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلىة لأمن الجيزة بعض الضباط للسفر إلى محافظة سوهاج لضبط أحد العمال المشتبه فى تورطه فى ذبح طفلين فى منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة، والتنكيل بجثتيهما. وتكثف المباحث جهودها فى التحرى عن علاقات والدة الطفلين «محامية» بموكليها وزميلاتها، وكذلك علاقات الأب. وتبين أن القاتل سدد 50 طعنة للطفل، و7 طعنات لشقيقته، وظل ينكل بجثتيهما بالسكين لمدة ساعة قبل فراره من مكان الحادث. وأمر المستشار حمادة الصاوى المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة بالتصريح بدفن جثتى الطفل زياد جمال ربيع، 12سنة، وشقيقته شهد، 6 سنوات، اللذين عثر عليهما مذبوحين داخل شقة والدهما بالطالبية فى ظروف غامضة. وأمرت النيابة بسرعة تحريات المباحث حول الجريمة البشعة، التى ارتكبها مجهول بقصد الانتقام والتنكيل بالأطفال. وكشفت المعاينة التى أجراها محمد مصطفى وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة الشقة مكونة من غرفتين، وتوجد على باب غرفة الأطفال رسومات لميكى ماوس. وعثر على جثة الطفل زياد على الأرض مسجاة على ظهرها، وتوجد به أكثر من 50 طعنة، وتبين من مناظرة الجثة أن الجانى كان ينتقم من الأطفال بطريقة شرسة، وأنه قام أولا بذبح الجثة وطعنها عدة طعنات، وبعد ذلك قام بغرس السكين فى الرقبة والقلب والبطن بصورة تؤكد رغبته فى الانتقام. كما عثر على جثة الطفلة شهد بجوار شقيقها، وبها 7 طعنات مختلفة منها طعنة بدأت من الفك إلى نهاية الأذن، وغرس السكين بالرقبة عدة مرات، وعثر أيضا على دماء متناثرة داخل الغرفة، والتى وجد بها سرير للطفل وآخر للطفلة شهد، وأن الجانى قتل الطفلين على الأرض. كما كشفت معاينة النيابة أن جميع نوافذ الشقة سليمة، وكذلك الباب، وأن الجانى على معرفه جيدة بالمجنى عليهما، وأنه استخدم سلاحا واحدا فى ارتكاب الجريمة، وأنه صعد إلى الطابق الرابع فى هدوء ولم يره أحد، وأن مسرح الجريمة فى الغرفة الداخلية ومن الصعب سماع أى استغاثات من داخلها.. ومن جانب آخر، انتقل لمكان الجريمة اللواء على السبكى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة واللواء كمال الدالى مدير المباحث الجنائية، وتم إعداد فريق بحث مكون من اللواء محمد أبوزيد رئيس قطاع مباحث غرب الجيزة واللواء محمد ذكاء وكيل قطاع النفس بالجيزة. وبدأت المباحث فى البحث الجنائى فى شقين، الأول أقارب الأب وعما إذا كانت توجد خصومة ثأرية من عدمه أو خلافات بين عائلته بسوهاج، وكذلك علاقته بالعمال الذين يعملون لديه، وتم استبعادهم فى الفترة الأخيرة، وخلافاته المادية مع آخرين. ومن جانب آخر، طلبت المباحث من والد الطفلين أسماء أصدقاء العائلة، والذين يترددون عليهم بصفة دائمة، كما سألته عن موعد خروجه من المنزل، وقرر أنه يعمل «استورجى سيارات». وأنه خرج من منزله الساعة العاشرة، وبعدها خرجت زوجته، وأن لديه ورشة قريبة من المنزل وانتظر ابنه الصغير لحضوره بالورشة كعادته لشراء الإفطار، ولكنه تأخر فأرسل له الصبى عبدالرحمن ليرى ماذا به، ولكنه عاد، وأخبره بأنه شاهدهما مذبوحين داخل الشقة، فأسرع إلى الشقة، ووجد طفليه جثتين هامدتين دون أن يدرى ماذا حدث لهما. وأضاف أنه يتهم أحد أقاربه بارتكاب الجريمة للانتقام منه . وقد تسلم والد المجنى عليهما الجثتين من مصلحة الطب الشرعى وشيعت أمس جنازة الطفلين وسط ذهول أهالى العمرانية، الذين توافدوا منذ الساعات الأولى للصباح لمنزل الأسرة لمشاركة الأب أحزانه المفجعة.