يحتجزه الشباب الثائر فى مبنى المحكمة.. يدعى أبومحمد (27 عاما)، وهذا ليس اسمه الحقيقى، تقدم للخدمة فى الجيش قبل أربعة أعوام، قضى ثلاثة منها فى تدريب بالعاصمة طرابلس، ثم جاء للخدمة فى بنغازى شرقى البلاد قبل عام تقريبا ضمن كتيبة الفضيل التى قتلت مئات المحتجين الليبيين منذ اندلاع الثورة فى 17 فبراير. أبومحمد، وهو «عريف»، قال ل«الشروق»: «كان لدينا علم يوم 11 فبراير بأن مظاهرات ستندلع، وجاءنا أمر بالذهاب إلى مقر كتيبة الفضيل من يوم 16 فبرير، وهناك أخذنا أوامر من عبدالله الصوفى، مسئول الأمن الداخلى (أمن الدولة) فى بنغازى، بأن نضرب المتظاهرين بالرصاص الحى.. وعندما دخلت الكتيبة وجدت مئات من المرتزقة الأفارقة ملثمين بالوشاح الأسود.. وكانت هذه هى أول مرة أرى فيها مرتزقة داخل الكتيبة». وأوضح أن «نسبة الأفارقة فى الكتيبة بلغت نحو 25%، وبعدما غيرت ملابسى المدنية إلى العسكرية أمرونى بتذخير الأسلحة لتكون جاهزة لضرب المتظاهرين.. فى صباح الخميس 17 فبراير خرجنا من الكتيبة بأسلحتنا، وكان معى سلاح الكلاشنكوف وآخرون كان بحوزتهم أسلحة مضادة للطيارات والدبابات». ومضى أبومحمد قائلا: «وجدنا اللواء أبوبكر يونس، مسئول اللجنة الشعبية المؤقتة للدفاع، وعضو مجلس الثورة، يقود بنفسه أفراد الكتيبة لقتل المتظاهرين، وكان يؤكد علينا أن نقتل كل من يوجد أمامنا، وخرجت مع أفراد الكتيبة، وكان المرتزقة لا يضربون معنا، ولكنهم كانوا يضعون أسلحتهم على رءوسنا ويرغموننا على قتل المتظاهرين، ومن يرفض يتم قتله أو اقتياده إلى مقر كتيبة الفضيل ويتم إحراقه». وبالفعل قتلت شخصا برصاصة فى فخذه، وأطلقت الكثير من الرصاص فى الهواء، وقد شاهدت بنفسى اقتياد عدد كبير من الليبيين المجندين، الذين رفضوا إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وقد تم إحراقهم بعد سكب البنزين عليهم، وكانوا يصرخون ويبكون من شدة الألم». وختم العريف الليبى بالقول: «فى مساء هذا اليوم، وبعد اقتحام المتظاهرين لمقر الكتيبة، هرب قادة الكتيبة والجنود عبر أنفاق تحت الأرض، فغيرت ملابسى العسكرية، وارتديت أخرى مدنية، وذهبت إلى بيتى، لكننى لم أستطع النوم جراء مشاهد إحراق الجنود، وبينهم ثلاثة من أصدقائى، فسلمت نفسى فى اليوم التالى مباشرة فى المحكمة. معارك (كر) و(فر) بين الثوار وكتائب القذافى.. وبنغازى تتحول لمركز تدريب عسكرى (الشروق) فى طبرق.. أول مدينة تحررت من القذافى