شهد أمس حرب كر وفر بين الثوار وكتائب معمر القذافى الذى يسعى لاستعادة مدن سيطر عليها الثوار فى شرق وغرب البلاد. وذكر الصحفى الليبى محمد صريط فى اتصال مع «الشروق» من بنغازى أن الثوار استطاعوا استعادة السيطرة على بلدة بريقة شرق البلاد بعد فترة وجيزة من دخول قوات القذافى والسيطرة عليها. وقال: «بعد تمكن كتائب القذافى من دخول البلدة الصغير وسيطرتهم عليها، خرجت مجموعة ثورية مسلحة من مدينة أجدابيا القريبة منها وتمكنوا من طرد الكتائب الأمنية واستعادة المدينة». وأوضح أن بلدة البريقة تشكل أهمية رمزية لاحتوائها على شركات نفطية لكنها بلدة لا يتجاوز عدد البيوت فيها 30. وفى بنغازى، قال ضابط عسكرى يدعى فارس زاوى إن الثوار الذين يسيطرون على شرق ليبيا يشكلون جيشا من المتطوعين والمنشقين على نظام العقيد الليبى، وإنهم سيتقدمون نحو طرابلس حين تتحرر من داخلها. كما أفاد بوجود أكثر من عشرة آلاف متطوع فى أجدابيا الواقعة جنوب بنغازى. وقال صريط إنه تمت إقامة مراكز تدريب عسكرية داخل مدارس بنغازى وإن هناك تنظيما جيدا للصفوف. وأعلن د. جبريل هويدى عضو اللجنة العليا الطبية بالمجلس المحلى فى بنغازى أن إجمالى عدد الشهداء فى المنطقة الشرقية التى وصلت المستشفيات نحو 287 شهيدا، وأن عدد الإصابات فى مدينة بنغازى وحدها بلغت 1932 مصابا. وفى المقابل، أعلن سكان مدينة أمسلاتة الواقعة على بعد مائة كيلومتر شرقى طرابلس أن مدينتهم باتت محررة من نظام القذافى. وفى حين أكد الثوار الليبيون أنهم سيصمدون حتى رحيل القذافى، ذكرت أنباء أنهم تمكنوا من صد هجمات للكتائب الأمنية فى كل من مصراتة والزنتان والزاوية فى معارك استمرت حتى فجر أمس. وقالت مصادر مطلعة أن طائرة استطلاع شوهدت فى سماء مدينة بنغازى على ارتفاع عال جدا، وأن قوات الدفاع الجوى المنضم للثوار تصدى لهذه الطائرة وأبعدها عن الأجواء. وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الثوار فى الزاوية غربى العاصمة يبادرون بشن هجمات مضادة على القوات الموالية للقذافى. كما أشارت الأنباء من مدينة نالوت أن آلاف المتظاهرين يجوبون شوارع المدينة أمس ويحثون بقية السكان للخروج للتجمع وسط المدينة. وفى إطار الضغوط الأمريكية على القذافى، قال مسئول بقناة السويس إن سفينتى إنزال هجوميتين أمريكيتين هما كيرسارج وبونس دخلتا قناة السويس أمس فى طريقهما إلى البحر المتوسط. ويمكن للسفينة كيرسارج حمل ألفى جندى من مشاة البحرية. يأتى ذلك فيما واصل القذافى تحديه للمجتمع الدولى الذى أعلن تجميد أرصدته فى عدة دول. وقال فى مقابلة مع «إيه. بى سى» الأمريكية، بعد إعلان رئيس الحكومة البريطانية «ديفيد كاميرون» أنه اتخذ إجراءات بتجميد الأرصدة الليبية فى بريطانيا والأرصدة التى قد تكون للزعيم الليبى هناك: «أتحداهم أن يأتوا حتى بمليون دينار. نعم أتحداهم أن يأتوا بمليون دينار، فليعطونى نصفهم ويأخذوا النصف الآخر!». وأضاف: «أنا عندى خيمة فقط، أما الفلوس فأنا لست مثلكم، أنا لا أحبها بتاتا، أنا لست مثلهم هُم. أنا ليست عندى حاجة للفلوس، أتحداهم وأضع أصابعى فى عيونهم، إذا كانت عندى أى حسابات فى أى مكان فى الداخل أو الخارج». إسرائيل تمد القذافى بالمرتزقة خوفًا من الإسلاميين كشف صحفى إسرائيلى عن أن مؤسسة أمنية إسرائيلية، وبتفويض من حكومة بنيامين نتنياهو تقف وراء المرتزقة الأفارقة، الذين يستخدمهم معمر القذافى للهجوم على الثوار، فشريطة عدم الكشف عن هويته، قال صحفى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية لموقع «الجزيرة. نت» إن «تسريبات أمنية تؤكد أن إسرائيل تنظر إلى الثورة الليبية من منظور أمنى استراتيجى، وتعتبر أن سقوط نظام القذافى سيفتح الباب أمام نظام إسلامى».المصدر أضاف أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان وافقوا خلال اجتماع فى 18 فبراير، ثانى أيام الثورة الليبية، على قرار تجنيد مرتزقة أفارقة يحاربون إلى جانب القذافى. وأوضح المصدر أن مدير مؤسسة الاستشارات الأمنية «جلوبال سى إس تى»، الجنرال يسرائيل زيف، التى تنشط فى العديد من الدول الأفريقية، قد طلب وضع مجموعات مرتزقة شبه عسكرية من غينيا ونيجيريا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالى والسنغال وأفراد من حركات متمردة بإقليم دارفور غربى السودان ومن جنوبه تحت تصرف مسئول المخابرات الليبية عبدالله السنوسى.