أعلن نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، أن حكومته باتت جاهزة، لكنه يستمر بالمفاوضات؛ لأنه لا يريد التسبب في خلاف مع أحد.. مشيرا إلى أن الأسباب التي دفعته إلى الترشح لرئاسة الحكومة تدفعه اليوم للاستمرار، وأهمها محاولة إخراج البلاد من المأزق الذي هي فيه. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر، اليوم السبت، عن ميقاتي قوله إنه لم يسلم التشكيلة الحكومية للرئيس اللبناني، لأنه لا يريد أن يشعر أحد بأنه انكسر، وخاصة أننا بحاجة إلى حكومة تنال الثقة في مجلس النواب. وفي موضوع تسمية وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تتحدث أوساط ميقاتي بكلام يتقاطع مع ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن كل صلاحيات رئيس الجمهورية صارت مشتركة مع غيره، إلا التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة الذي يمثل الصلاحية الحصرية الوحيدة الباقية لرئيس الجمهورية. ومن جانبه، تساءل رئيس مجلس النواب نبيه بري عن التباطؤ في عملية تأليف حكومة ميقاتي ما دامت أسماء الأفرقاء المرشحة من جهة واحدة، ولا تختلف على موضوعات سياسية عدة، إلا أنه يتحدث باطمئنان عن طريقة ميقاتي في التأليف ولا يحبذ الدخول في الصراع على الحقائب بين الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ونسبت صحيفة "النهار" لبري تساؤله عن سبب كل هذه الضجة على الحقائب السيادية وتوزيعها على الأفرقاء، ولماذا يغرقون بها اللبنانيين كل يوم؟ أليست وزارة الطاقة بعد اكتشاف البترول والغاز في البر والبحر في لبنان أهم من وزارة الدفاع دون تقليل دور الأخيرة والجيش بالطبع؟. ويعترض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على ما يسمى الحقائب السيادية (الداخلية، الدفاع، المال، والخارجية) وحصرها بطوائف معينة في دلالة على تراجع الحياة السياسية في لبنان إلى الوراء، وأنه في السابق ثمة شخصيات تسلمت رئاسة مجلس النواب من غير الوجوه الشيعية. وتوقف بري عند الأنباء التي وصلته عبر "الفيسبوك" والمواقع الإلكترونية عن تحركات ستقوم بها مجموعات شبابية لبنانية في أوائل شهر مارس المقبل في بيروت، رفضا للطائفية وسعيا إلى تطبيق العلمانية، متسائلا "ما سيكون الصدى إذا وجهت دعوة من هذا النوع على الإنترنت إلى الشباب اللبناني، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية، وطلبت منهم التجمع قبالة مجلس النواب في ساحة النجمة للمناداة بإطلاق الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية؟". من جانبها، نقلت صحيفة "السفير" عن بري نفيه ما يقال عن أن تأخير تشكيل الحكومة مرتبط بأسباب تتعلق باحتفال 14 آذار أو بانتظار القرار الاتهامي، معتبرا أن هذا الكلام ليس دقيقا، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لن يتردد في إعلان تشكيلته بمجرد أن تكتمل عناصرها. وأشار بري إلى أن المعضلة الوحيدة حتى الآن هي حقيبة الداخلية، لكنها لن تكون عقبة أمام التأليف المرتقب، رافضا ما يشاع عن خلاف على الحصص أو الثلث الضامن من هنا أو هناك. كما أشار إلى أنه بعد الإعلان المتوقع لفريق 14 آذار، عن رفض المشاركة في الحكومة رسميا والانتقال إلى المعارضة، سيفتح الطريق السريع أمام ميقاتي للسير بتشكيلته.