يتخذ الصراع بين الخير والشر أبعادا متعددة على شاشة السينما الأمريكية، وهذه المرة بطلنا يبحث عن الحقيقة، وعندما يجد الطريق إليها يقف ليفكر إن كان الأمر يستحق تعريض حياته للخطر أم لا. تساؤلات عديدة يطرحها أمام المشاهدين وللصحفيين بشكل خاص، كيف نحصل على الحقيقة هذه الأيام.. وهل نثق فيها بعد معرفتها.. وهل متابعة الأخبار ونشرها بشكل يومى أصبح يكفى.. ويكفى مَن؟ التساؤلات وإجاباتها فى هذا الحوار الذى أجرته مجلة برادى مع النجم راسل كرو، الذى تحدث عن فيلمه الجديد «حالة من اللعب» بعد أن انتهى من تصويره، وظل يتكتم تفاصيله فترة طويلة. يقال إنك أخذت الدور من النجم براد بيت؟ لم يحدث، اعتذر براد قبل بدء التصوير بستة أسابيع، وهنا عرض علىّ المخرج كيفين ماكدونالد الدور بعد حفل عشاء تحدثنا فيه عن الشخصية والفيلم، وقبلت العمل بعد أن تحمست له ولفكرته، حيث تدور أحداث الفيلم حول صحفى يلفت نظره مثتل سارق ثم مقتل مساعدة أحد جال الكونجرس، ويجد هذا الصحفى صلة تربط الحادثين، والتى ساعدته فى مشواره لكشف الحقيقة، ويبدأ فى تجميع الخيوط إلى أن يصل إلى بعض الأسرار المهمة، التى تكشف له الكثير من الأحداث. وكيف تعاملت مع شخصية المراصل الصحفى؟ ألعب دور الصحفى الذى يعشق الحياة السريعة والطعام السريع، ويظهر ذلك حتى على وزنه، ولكنه حريص على توصيل رسالته الإيجابية ثم إن وجود ممثل مثل بن أفليك أمامى كان عنصرا مبهرا، فبين أفليك يلعب دور رجل الكونجرس صديقى ويشاركنا البطولة هيلين ميرين. «حالة من اللعب» مباراة من نوع خاص بينك وبين أفليك.. كيف كان اللعب؟ جيدا جدا فأفليك ممثل رائع تشعر أنه مندمج بطبيعته، فعندما تقف أمامه لا تشعر أنك تمثل إنما تعيش حياة واقعية. وما فكرة الفيلم الأساسية؟ الحقيقة، وهل يستطيع الإنسان أن يضحى بحياته من أجل أن يعرف الحقيقة ويكشفها للجميع حتى إذا كانت ستضر بأقرب الناس إليه؟، وهو ما يحاول الفيلم كشفه مركزا على دور الصحفى الذى يجب أن يسعى لمعرفة حقيقة القصص، التى ينشرها ولكن هل يتوقف عندما تتعرض حياته للخطر أم يكمل دون توقف؟ وبعد تقديمك لدور الصحفى.. ما رأيك فى الصحافة؟ أرى أن الأمر لم يعد كما كان عليه أو كما عهدنا الصحافة أن تكون، فأصبح الكثيرون الآن يرون أن التفاهة أخبار مهمة تستحق الاهتمام والقراءة والبحث، وأعتقد أن السبب فى ذلك يعود إلى المصادر التقليدية للأخبار، التى يعتمد عليها الصحفى فى معلوماته، ولكن إذا كان هناك من يجب أن يُلام فلا يجب أن يلوم الصحفى إلا نفسه، فيجب الاهتمام الآن إلى القضايا المهمة، التى تستحق الوقت والجهد لتقديمها للناس ليقولوا آراءهم فيها بعد معرفة كل تفاصيلها بصدق ودون أى تحيز يخفى الحقائق. ألا تلاحظ أنك تهاجم الصحفيين بشكل مبالغ فيه؟ لا أهاجمهم فبعضهم أصدقائى، ولكن دون شك هناك ملاحظات تؤخذ عليهم فبعضهم يستغل الفرص لمراكمة الثروة بدون مجهود، ويلاحظ ذلك على الكثيرين خاصة من يطاردون المشاهير، ولكن ليس الجميع كذلك. هل ما زالت الصحافة تثير غضبك؟ كانت تثير غضبى فى الماضى كثيرا، خاصة أننى أرى نفسى لا أستحق هذا القدر من الاهتمام الإعلامى، الذى يوجه لى فعندما كان يأتى لى الصحفيون ويتدخلون فى حياتى الخاصة أغضب أما الآن فأصبحت أهدى قليلا. الإنترنت.. هل أصبح سمة أساسية فى أحداث الأفلام الجديدة؟ ابتعدنا كثيرا ولم يعد هناك طريق للعودة لأفلام الفترات الماضية، وليس لدينا القدرة الآن لجذب المشاهدين لأفلام لا تواكب العصر الحديث بكل تطوراته الجديدة، وهو ما حرصنا أن يتضمنه الفيلم أيضا. روبن هود.. هل تحقق حلمك القديم؟ نعم أخيرا.. حلمت أن أكون روبن هود منذ أن كان عمرى خمس سنوات تقريبا، والآن أصبح الأمر واقعا حتى إننى ما زلت لا أصدق، ويقوم بإخراج الفيلم ريبدلى سكوت، ولم ننته من تصويره بعد، فهى أسطورة يشرف أى ممثل أن يكون جزءا منها. وما أهم شىء الآن بالنسبة لراسل كرو؟ على الرغم من أنى فى الماضى كنت أتعجب كثيرا من البعض الذى يضع الأسرة فى المقدمة إلا أننى الآن سأقول مثلهم أولادى أولا، ففى البداية كنت أرى أن الأب فى هذا العصر الحديث ما هو إلا وسيلة لجلب الأموال فيعمل طوال أيام الأسبوع ليملأ البيت بالطعام، ولكن الآن أشعر بمشاعر مختلفة تماما عن الماضى. هل أصبح الأمر يستحق؟ بالتأكيد يستحق، فالسعادة بجانبهم لا توصف.