«الشعب يريد تطهير البلاد»، و«الشعب يريد محاكمة الرئيس» شعارات دوت بها هتافات هزت ميدان التحرير، على وقعها عزف المشاركون فى مليونية «جمعة النصر» وأفراد القوات المسلحة، لحنا متجانسا، تمثل فى التعاون الكامل فى تنظيم الاحتفالية التى شارك فيها نحو مليونى مصرى، وكذلك فى تجميل الميدان ليبدو فى أبهى حلة. مليونية «جمعة النصر» التى تأتى بعد أسبوع من الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك، استهلها «ثوار التحرير» بصلاة الجمعة، والتى تحول الميدان معها إلى «لوحة روحانية» أقرب إلى شعائر الحج، اكتملت بخطبة «ثورية» ألقاها الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس المجلس العالمى لعلماء المسلمين، والذى عاد من قطر خصيصا من أجل هذه المناسبة. وخلال الخطبة، لم يتمكن مئات الآلاف من الاستماع إليها نتيجة الزحام الشديد، ما دعاهم إلى الاستعانة بالهواتف المحمولة المزودة بأجهزة الراديو للاستماع إلى الخطبة. وعقب صلاة الجمعة أدى الثوار صلاة الغائب على «أرواح الشهداء»، والتى أصيب العشرات بحالات إغماء من جراء التزاحم. وردد المتظاهرون هتافات جديدة تعبر عن مرحلة ما بعد الإطاحة بمبارك، ومنها، «الشعب يريد تطهير البلاد»، «مش عاوزين مبارك ولا أعوانه»،، «يا شفيق بره بره مصر هتفضل حره». اللون الغالب فى الميدان، شكلته أزياء المشاركين فى المظاهرة المليونية، حيث كان الغالب على ملابس الحاضرين هو الأحمر والأبيض والأسود ليشكلوا من خلال ملابسهم علم مصر، فيما اختفت تقريبا اللجان الشعبية التى كانت على مدار الثورة تتولى تفتيش الداخلين إلى الميدان لضمان عدم تسلل «بلطجية» الأمن فى زى. ورفع شباب الإخوان خلال المظاهرة صورا لخيرت الشاطر وقيادات الإخوان المحبوسين بموجب أحكام عسكرية وكتبوا تحت شعار «أما آن لهؤلاء الفرسان ليخرجوا من وراء القضبان»، واستعان الجيش بفرق موسيقية عسكرية للاحتفال بالثورة. وبالتزامن مع الوقفة المليونية بميدان التحرير، انطلقت مسيرة ضمت المئات من خريجى الجامعات أغلبهم من الجامعة الأمريكية، من مبنى الإذاعة والتليفزيون حتى المتحف المصرى، بهدف الدعوة لتنشيط السياحة ورفعت المسيرة الشعبية شعار «ادعم الحرية... زور مصر»، وكتبت هذه العبارة بستة لغات وهى الإسبانية والصينية والروسية والفرنسية والإنجليزية، كما رفعت أعلام هذه الدول الخمس. فى غضون ذلك حولت قوات الجيش المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية لثكنة عسكرية، حيث تواجدت العشرات من المدرعات والدبابات فى الشوارع المحيطة بها، خشية ثورة المواطنين تجاه الوزارة، بعد الأحداث التى قامت بها الداخلية. ووزع شباب من منطقة نزلة السمان دعوات لاحتفالية كبيرة بمناسبة انتصار الثورة، بميدان الصوت والضوء بالهرم، وقال أحد أبناء المنطقة إن الاحتفالية «تأتى فى إطار محو الصورة السيئة لمنطقة النزلة، خاصة بعد أحداث البلطجة التى قام بها مجموعة من الخيالة والجمالة يوم الأربعاء الدامى». وجاء فى البيان أن ذلك هو «الضمان لإسقاط النظام فى جميع صوره ونسخه المتعددة وتحرير المواقع الصغيرة من كل فاسد قفز بالبراشوت على موقعه عن طريق عمله كمخبر لأمن الدولة أو بالرشوة والمحسوبية»، وأوضح البيان أن الهجوم على الإضرابات العمالية تعد «هجوما على الثورة». وفى وسط الميدان أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة مسرحا متوسط الحجم لإقامة الحفل الفنى، وحول المسرح رفع المتظاهرون لافتات مختلفة يطالبون من خلالها بإقالة الحكومة الحالية وتعديل الدستور وسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان من أبرز اللافتات التى حملها المتظاهرون، لافتة مكتوب عليها «يا شفيق روح لجمال.. مش عايزين تسيير أعمال»، وأخرى مكتوب عليها «يا دكتور يا دكتور خللى بلدنا تشوف النور»، «يا حرية يا حرية ولادنا عند الداخلية». وفى مداخل الميدان انتشر عشرات الشباب، يبيعون (تى شيرت) أبيض مكتوب عليه «ثورة 25 يناير» مقابل 20 جنيها. ومن أهم المطالب التى حددتها اللجنة إلغاء حالة الطوارئ والإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين، وتشكيل لجنة للتحقيق فى جرائم وزارة الداخلية ومحاكمة الجناة بشكل عاجل، وملاحقة رموز الفساد من النظام السابق وتقديمهم لمحاكمات عاجلة، وحل حكومة أحمد شفيق، وعدم تمكين نائب الرئيس السابق عمر سليمان من تولى أى منصب سياسى أو سيادى أو من أى رموز النظام السابقين، وتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية المستقلة تدير شئون البلاد لفترة انتقالية وتهيئ لإقامة انتخابات حرة ونزيهة ولا يجوز لأى من أعضائها الترشح لأول انتخابات برلمانية أو رئاسية، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب على أسس مدنية دون قيد أو شرط وبمجرد الإخطار، وإصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية وإجراء الانتخابات تحت هيئة مسئولة مستقلة بعيدا عن وزار ة الداخلية وتحت إشراف قضائى كامل، وحرية تداول الإعلام وحرية تداول المعلومات وحرية التنظيم النقابى وتكوين منظمات المجتمع المدنى، وإلغاء كافة المحاكمات الاستثنائية والعسكرية والمحاكمات العسكرية للمدنيين، وإلغاء جميع الأحكام التى صدرت بحق مدنيين من خلالها، وسرعة إجراء انتخابات وإقامة نظام ديمقراطى وتسليم السلطة إلى المدنيين وعودة الجيش إلى الثكنات. شارك فى التغطية: محمد أبوزيد وأحمد فتحى ومحمد خيال وندى الخولى ومصطفى هاشم ومحمد الفقى ورانيا ربيع.