ناقوس خطر يدق قبل بدء استعدادات المنتخب الوطنى لمباراته المرتقبة أمام نظيره الجزائرى فى الجولة الثانية من لقاءات المجموعة الثالثة للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. 5 أزمات كانت كفيلة بإرباك كل الحسابات وتغيير الأوراق والبحث عن أجندة جديدة للإعداد فى ظل قلق انتاب عقل شحاتة ومعاونيه شوقى غريب، المدرب العام، وحمادة صدقى، المدرب، وأحمد سليمان، مدرب حراس المرمى. المنتخب الذى كان مقررا له الحصول على مساحة زمنية تصل إلى 21 يوما للإعداد لمباراته أمام الجزائر، اختصرت تلك المساحة إلى أسبوع واحد، بالإضافة إلى احتمالات قوية بغياب عناصر مؤثرة تمثل العمود الفقرى للمنتخب وغيرها من أزمات باتت هى الشبح الذى يطارد شحاتة ومعاونيه. «الشروق» رصدت الأزمات الخمسة التى صنعت حالة حقيقية عنوانها الأول «المنتخب فى خطر قبل موقعة الجزائر». الأزمة الأولى التى يعانى منها الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى هى ضياع آماله فى إقامة معسكر للإعداد بشكل مناسب فى حال تمسك أندية الأهلى وإنبى وحرس الحدود بلاعبيها الدوليين للمشاركة معهم فى مباريات الإياب بدور الستة عشر «المكرر» بكأس الكونفيدرالية الأفريقية التى مقرر لها أواخر مايو. وسر الأزمة يرجع إلى وجود عدد كبير من أعمدة المنتخب وبدلائه ضمن صفوف الفرق الثلاثة، والعدد بالتحديد، ووفقا لآخر تجمع للمنتخب، كان 9 لاعبين، هم وائل جمعة المصاب حاليا وأحمد السيد وأحمد فتحى وأحمد حسن ومحمد بركات ومحمد أبوتريكة من الأهلى. وأحمد المحمدى من إنبى وأحمد عيد عبدالملك وأحمد سعيد أوكا من حرس الحدود، وكان مفترضا أن ينضم إليهم عدد آخر من اللاعبين بالفرق الثلاثة فى ظل ارتباط المنتخب ببطولة كأس العالم للقارات المقبلة فى جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى كونهم من العناصر الأساسية التى غابت بسبب الإصابة أو قلة عدد المشاركات فى المباريات قبل التجمع الأخير فى مواجهة منتخب زامبيا. والأسماء المطروحة للانضمام إلى المنتخب من الفرق الثلاثة فى تجمعه المقبل، هم سيد معوض ظهير أيسر الأهلى وأحمد رءوف وعبدالعزيز توفيق ومهدى سليمان ثلاثى إنبى وأحمد عبدالغنى من حرس الحدود. يؤدى الغياب المنتظر للاعبين الثمانية، بالإضافة إلى الأسماء المطروح عودتها، إلى حرمان المنتخب من نصف قوامه الأساسى الذى يعتمد عليه شحاتة بجانب بدائل إستراتيجية كان يخطط لتجهيزها فنيا وبدنيا من خلال المعسكر المغلق. وتمثل الغيابات المنتظرة ثغرات واضحة لدى الجهاز الفنى، فهناك مراكز يعتمد عليها بشكل أساسى من قبل لاعبين بالناديين، وفى مقدمتها مركز الظهير الأيمن الذى يعتمد خلاله شحاتة على الثلاثى محمد بركات وأحمد المحمدى وأحمد فتحى، بالإضافة إلى مركز الظهير الأيسر الذى ستتجدد خلاله أزمة عدم توافر البديل لأحمد سمير فرج. ثانى أزمات الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى ترتبط فى نفس الوقت بأحد الأندية الثلاثة، وهو الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى الذى يعانى لاعبوه معنويا بعد الوداع الحزين لبطولتهم المفضلة، دورى الأبطال الأفريقى، وبات الخوف من حدوث هزة نفسية أكبر لدى اللاعبين الدوليين فى حالة فقدانهم لقب الدورى العام أو الخروج المبكر أيضا من كأس الكونفيدرالية الأفريقية. وعامل التوقيت الذى لن يزيد على 7 أيام يعتبره شحاتة قليلا من أجل إعادة تأهيل لاعبى الأهلى معنويا، خاصة أنه أحتاج لأكثر من 4 أيام كاملة فى واقعة سابقة عندما خسر الأهلى نهائى دورى أبطال أفريقيا عام 2007 أمام النجم الساحلى التونسى. وخلاله طلب نجوم الأهلى، وفى مقدمتهم عماد متعب ووائل جمعة ومحمد أبوتريكة من الجهاز الفنى الاعتذار عن المشاركة فى دورة الألعاب العربية بالقاهرة، وكاد أن يتم الموافقة لهم على الاعتذار لولا التراجع فى اللحظات الأخيرة من جانب شحاتة بعد أن نجح فى استغلال غياب المنافسة الحقيقية فى أول مباراتين للمنتخب فى البطولة من إعادة تأهيل لاعبى الأهلى معنويا وهو عنصر يصعب تحقيقه فى ظل حاجته للفوز على الجزائر أو الخروج بنتيجة إيجابية من الجولة الثانية ثالث أزمات المنتخب فى الوقت الحالى هى ابتعاد عدد من عناصره الأساسية ممن يلعبون فى أوروبا عن حساسية المباريات وحاجتهم إلى برنامج تدريبى خاص بإعادتهم مرة أخرى إلى كامل فورمتهم الفنية والبدنية. ويتعلق أمر الأزمة تحديدا بمحمد شوقى لاعب وسط ميدلسبره الإنجليزى والغائب عن المباريات منذ مارس الماضى وتحديدا بعد مشاركته مع المنتخب فى مباراته أمام زامبيا فى افتتاح لقاءات التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات المونديال العالمى فى جنوب أفريقيا. حيث يعتبر شوقى أهم ركائز الوسط لدى شحاتة ويعول عليه الكثير ويرغب فى أن يكون لائقا فنيا وبدنيا قبل مباراة الجزائر، خاصة أنه سيكون مكلفا فى ظل تفوقه فى الجانب الدفاعى عن حسنى عبدربه وأحمد حسن فى مراقبة صانع ألعاب الجزائر الموهوب كريم زيانى، لاعب وسط أوليمبيك مارسيليا الفرنسى. رابع الأزمات التى تدب فى أواصر المنتخب الوطنى تخص المحترفين فى الخارج أيضا وتحديدا الثنائى الهجومى أحمد حسام ميدو وعمرو زكى دويتو هجوم فريق ويجان أتلتيك الإنجليزى. ويشكل الثنائى صداعا فى رأس شحاتة لعدة معطيات يخشى من أن تؤدى إلى افتقاده جهودهما الكاملة فى المرحلة المقبلة، ويأتى على رأسها الخلاف القديم بينهما الذى نشب بعد مباراة زامبيا. ورغم نهاية الخلاف بعودة زكى واستقباله بشكل طيب من ميدو فى إنجلترا إلا أن كلاهما لم يلعب بجوار الآخر حتى الآن أى أن صورة التعاون بينهما غير واضحة وهو عامل مهم بالنسبة للمدير الفنى للمنتخب فى ظل اعتماده على الثنائى لقيادة هجوم المنتخب فى مباراته أمام الجزائر بعد الإصابة التى أبعدت عماد متعب هداف اتحاد جدة السعودى عن الملاعب لمدة 3 أشهر قادمة، وهو ركن أساسى من أركان الجهاز الفنى للمنتخب. وثانى المعطيات تخوف شحاتة من أن يأتى الثنائى إلى معسكر المنتخب وهما مشغولان بمستقبلهما الكروى، خاصة أن كليهما يلعب مع ويجان أتلتيك معارا حتى نهاية الموسم الحالى. فميدو يريد الانتقال نهائيا إلى ويجان بعد انسجامه مع مديره الفنى ستيف بروس وهو ما يرفضه ميدلسبره الذى ينازع الهبوط والذى حدد رقما ماليا كبيرا لرحيل ميدو يصل إلى 8 ملايين جنيه استرلينى وهو ما يفوق إمكانات ويجان كما أن ميدو يستبعد العودة إلى البورو بعد انتهاء إعارته إلى ويجان أتلتيك الإنجليزى فى حالة هبوط فريقه القديم من الدرجة الممتازة. وهو نفس ما ينطبق على عمرو زكى الذى يلعب معارا من الزمالك. والأخير يريد الحصول على أكبر عرض مالى ممكن ويشترط مسئولوه نحو 12 مليون جنيه استرلينى لإتمام الصفقة لمصلحة ويجان وهو ما يفوق إمكانات نادى ستيف بروس، بالإضافة إلى أن العروض الأخرى التى يحتفظ بها زكى لم تحمل بعد الإغراءات المالية. خامس أزمات الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى هو موقف المباراة الودية المقرر إقامتها فى مواجهة منتخب سلطنة عمان فى ظل غياب لاعبى الأهلى وإنبى وحرس الحدود عن المعسكر لما بعد موعد إقامة المباراة. بالإضافة إلى اعتراض شوقى غريب رسميا عن إقامة مباراة ودية أمام ناميبيا فى السادس والعشرين من مايو المقبل، وهو الاعتراض التى تحول إلى نفى من جانب المدرب العام للمنتخب عما تردد حول طلب مسئولى الاتحاد إقامة مباراة ودية مع المنتخب الناميبى ونقله الموقع الرسمى للاتحاد على شبكة الإنترنت. ووجهة نظر الجهاز الفنى أن المنتخب سواء انضم إليه لاعبو الأهلى وإنبى وحرس الحدود فى موعد بداية المعسكر أو ابتعدوا فهو فى حاجة إلى إقامة مباراة ودية قبل مواجهة الجزائر لتجهيز لاعبين بأعينهم خاصة المحترفين البعيدين عن كامل المشاركة فى المباريات بنسبة 100%، وفى مقدمتهم محمد شوقى وعمرو زكى ومحمد زيدان.
