بعد ساعات قليلة من تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة اليوم الجمعة، سارعت الرئيسة الجديدة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إلى التحذير من السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالظهور كقوة مؤثرة. وتعكس تعليقات النائبة الجمهورية إيلينا روس ليتينن قلقا في الكونجرس من احتمال أن يقوم متطرفون إسلاميون بتحويل أحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة إلى خصم يوفر مأوى لجماعات متشددة مصممة على إلحاق الضرر بالولاياتالمتحدة وإلغاء معاهدة السلام بين مصر واسرائيل. وقالت ليتينن في بيان "يتعين علينا أيضا أن نحث على رفض لا لبس فيه لأي مشاركة للاخوان المسلمين ومتطرفين اخرين ربما يسعون لاستغلال واختطاف تلك الأحداث للحصول على السلطة وقمع الشعب المصري والحاق ضرر كبير بالعلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة واسرائيل والدول الحرة الاخرى." وأضافت أنه يتعين أن تركز الولاياتالمتحدة على المساعدة في إيجاد ظروف من أجل "انتقال هادئ ومنظم تجاه الحرية والديمقراطية في مصر". ولم تصدر تحذيرات علنية عن اعضاء آخرين بمجلس النواب ضد جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها الحكومة المصرية وصورتها على أنها تسعى لإقامة حكومة دينية. لكن كثيرين من أعضاء الكونجرس الأمريكي أعربوا عن مخاوفهم مما قد تتطور إليه الأمور في مصر، وقالوا إنهم يأملون ألا تعقب الاضطرابات الحالية ثورة إسلامية على غرار الثورة الإيرانية. وقال جاري ايكرمان أبرز النواب الديمقراطيين في اللجنة الفرعية للشرق الأوسط بمجلس النواب "لا أعتقد أن الشعب في مصر خاض تلك الثورة المجيدة السلمية من أجل إبدال نظام مبارك الوحشي بنظام ديني قمعي وزعزعة الاستقرار الإقليمي". ويعتقد بعض المحللين أن المخاوف بشأن الإخوان المسلمين مبالغ فيها. وينظر إلى الجماعة على أنها أكبر جماعة معارضة مصرية لكنها لم تكن في مقدمة المشهد في الأيام الأولى من الاحتجاجات. وكانت الاستراتيجية القديمة للجماعة أن تستميل الغالبية المسلمة بين سكان مصر تدريجيا لتحقيق رؤيتها لدولة تعددية ديمقراطية إسلامية. وكان للجماعة جناح سري مسلح في الماضي، لكنها تقول الآن إنها ملتزمة بالوسائل السلمية. وبينما تكن الجماعة عداء لإسرائيل وللسياسة الأمريكية في المنطقة، فإن لها جمعا غفيرا من المتخصصين من ذوي المؤهلات الجامعية، منهم مهندسون وأطباء ومحامون وأكاديميون ومعلمون. ويشكل أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة العمود الفقري للجماعة. واستبعد قمر الهدى خبير الشرق الأوسط بمعهد السلام الأمريكي المخاوف من أن رحيل مبارك سيفسح الطريق أمام صعود الإخوان المسلمين. وقال "إنها توقعات مبالغ بها، هناك حالة هيستريا لجعل أسوأ سيناريو هو الواقع الوحيد. أظن أن المجتمع المدني في مصر سينتج بعضا من الأشخاص المحنكين لقيادة أحزابهم".