فى حارة صغيرة متفرعة من شارع قصر النيل بجوار ميدان التحرير، يوجد المستشفى الميدانى، وسوف تصادفك عبارة مدونة على لافتة معلقة على الصيدلية التابعة للمستشفى تقول: «إهداء من شعب مصر إلى شعب مصر.. يد واحدة». المستشفى استقبل نحو 3 آلاف و500 حالة منذ «جمعة الغضب» فى 28 يناير الماضى، وذلك بحسب ما قاله الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، وأحد المسئولين عن المستشفى. أمام المستشفى توجد سيارتا إسعاف من مرفق إسعاف القاهرة، فضلا عن حراسة مشددة من اللجان الشعبية التى تسمح فقط بدخول الأطباء والممرضين والصيادلة والمصابين.. الأطباء وطقم التمريض غالبا ما يرتدون «البالطو» الأبيض، ويضعون على صدرهم شريحة من اللاصق الطبى مدونا فيها «الاسم والتخصص»، نفس الشريحة تجدها على صدور المصابين، مسجلا بها نوع الإصابة والحالة الصحية. مسجد عبدالرحمن والساحة الخارجية المطلة عليه هو مقر المستشفى، فى الداخل تقسم البطاطين بين الأقسام المختلفة فى العيادة، وأمام كل قسم توجد لوحة تشير إليه ومن بينها لوحات مكتوب عليها «كشف باطنة»، «كشف جراحة»، و«برجاء عدم دخول غرفة التعقيم.. مع تحيات مكافحة العدوى»، وغيرها. يوجد أيضا دولاب كبير يحتوى على كمية هائلة من الأدوية والأدوات الطبية، وفى كل قسم من المستشفى توجد بطاطين مفروشة على الأرض كبديل للأسرة، وبعض الأدوات والأجهزة الطبية البسيطة، مثل أجهزة قياس الضغط والسكر. «من يوم 28 يناير لغاية النهاردة المستشفى الميدانى استقبل أكثر من 3500 حالة، مات منهم 11»، هذا ما أكده الدكتور إبراهيم، الذى تابع 90% من الإصابات، أغلبها جروح قطعية، وبعضها كسور أو نزيف، مؤكدا وجود نحو 10 حالات رمد نتيجة انفجار مقلة العين. اشترك الدكتور عمرو محمد بهاء الدين، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، فى الحديث قائلا: «إسعاف القاهرة ناس متعاونين جدا، ولازمونا منذ افتتاح المستشفى»، أضاف: «المستشفى الميدانى هو هيئة تطوعية من أطباء وتمريض وصيادلة، ولا يتبع أية هيئة أو جهة رسمية، وتم إنشاؤه يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير». واعتبر بهاء الدين أن الصفحة الخاصة ب«المستشفى الميدانى بالتحرير» على الموقع الاجتماعى «الفيس بوك» هى الواجهة الإعلامية الوحيدة للمستشفى. وتدخل الدكتور هشام إبراهيم قائلا: «المستشفى لا ينقصه شىء والحمد لله، لكن لا توجد به غرفة عمليات ولا عناية مركزة»، وتابع: «كانت هناك فترة تعرضنا فيها للتضييق على المستشفى، لدرجة أنهم منعوا دخول القطن والشاش». إبراهيم أكد أن الأطباء وعددهم نحو 500 طبيب فى الميدان من جميع التخصصات، يعملون من خلال ورديات، واصفا الحالة الإنسانية التى أنشئ على أثرها المستشفى قائلا: «هذا هو المواطن المصرى يظهر دائما فى الأزمات».