على الرغم من استمرار اعتصام عشرات الآلاف من المواطنين بميدان التحرير احتجاجا على عدم تلبية الدولة لمطلبهم الرئيسى من «ثورة الغضب» بإسقاط النظام، إلا أن بعض جوانب الحياة الاقتصادية بدأت تعود إلى طبيعتها غير متأثرة بما يجرى على الصعيد السياسى. فقد أعلن عدد من كبرى الشركات العاملة فى مصر فى بيانات صحفية أمس عن عودتها للعمل، بعد تعطلها خلال الأيام الماضية فى ظل حالة الانفلات الأمنى، التى صاحبت الاضطرابات السياسية فى البلاد. ومن أهم الشركات التى بدأت استئناف نشاطها شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، التى بدأت العمل فى 50 موقعا إنشائيا بمصر، بما يمثل نحو 90% من إجمالى أعمالها الإنشائية بالبلاد، كما أن مصنع الشركة لإنتاج الاسمدة مستمر فى الإنتاج بمعدلاته الطبيعية، بحسب بيان الشركة. كما أعلنت شركة لافارچ للأسمنت مصر، عن استئناف العمل فى مصنعها بالعين السخنة، مشيرة إلى أنها بدأت فى عمليات التوزيع اعتبارا من اليوم السبت الماضى. وتوقعت الشركة أن يرتفع الطلب على الأسمنت خلال هذه الفترة، بعد تقليص حجم الإنتاج فى الأيام الماضية بسبب الأحداث السياسية، التى تسببت فى توقف عمليات ضخ الأسمنت فى السوق. وقد باشرت أيضا مجموعة القلعة، العاملة فى مجال الاستثمار المباشر فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتصل استثماراتها إلى 8.6 مليار دولار، أعمالها بشكل منتظم ابتداء من أمس الأول، بحسب بيان المجموعة، الذى أوضح أن جميع أصول الشركة وشركاتها التابعة لم يلحق بها أية أضرار نتيجة الأحداث السياسية الأخيرة وأنها تعمل بصورة منتظمة, ومن جهتها أكدت شركة السويدى للكابلات أنه لا يوجد أى من موظفى الشركة قد أصيب نتيجة نقص الأمن فى الأيام الماضية، وأن أصول الشركة مؤمنة وتعمل بكامل طاقتها، مشيرة إلى أنها غيرت فى مواعيد ورديات العمل للتوائم مع الظروف الحالية. وفى مجال صناعة السيارات اعلنت شركة سوزوكى للسيارات، التى أنتجت 7500 سيارة العام الماضى، عن استئنافها تشغيل مصنعها فى مصر أمس الأول. كما بدأت مجموعة جى بى اوتو، العاملة فى مجال تجميع وتوزيع السيارات، العمل بشكل منتظم فى جميع أنحاء الجمهورية بعد انقطاع بدأ منذ الخميس 27 يناير الماضى. فيما ذكرت شركة الآسيوية للبويات الهندية والمالكة لحصة حاكمة فى شركة سكيب للكيماويات، فى بيان لبورصة بومباى أمس، أنها بدأت فى العمل جزئيا فى وحدتيها الصناعيتين بمصر أمس الأول، وكانت الشركة قد أغلقت وحدتيها بسبب الوضع السياسى فى مصر. وعلى صعيد الخدمات، قالت شركة أرامكس أكبر شركة بريد فى الشرق الأوسط، فى بيان أرسلته لبورصة دبى أمس، إنها استأنفت العمل فى مصر منذ الخامس من فبراير بعد تعطل جزئى مؤقت لأعمالها فى البلاد بسبب عدم الاستقرار. وفى السياق ذاته، صرح مصطفى الشمالى وزير المالية الكويتى لصحيفة الجريدة أمس بأن «الوضع السياسى فى مصر لم يؤثر سلبا على الاستثمارات الكويتية بالبلاد»، مؤكدا أنها «لن تنسحب من السوق المصرية، وستظل مصر دائما بيئة مقبولة للاستثمار». إلا أن هذه الثقة قد لا تكون عند كل المستثمرين بمصر، حيث نقلت وكالة بلومبرج الإخبارية أمس تصريحات فى صحيفة برتغالية عن أن شركة سيمبور للأسمنت البرتغالية أوقفت الإنتاج بمصنعها فى مصر بسبب عدم اليقين من إمكانية استمرار حالة عدم الاستقرار والتوتر فى البلاد، وأشار تقرير الوكالة إلى أن المصنع كان قد قرر فى وقت سابق إغلاق خطين من الخطوط الثلاثة به الموجودة فى مصر.