أعلن مستشفى هايدلبرج الجامعي بألمانيا استعداده لاستقبال الرئيس حسني مبارك مجددا كمريض، في حال مغادرته البلاد نزولا عند مطالب المظاهرات التي تشهدها مصر منذ أسبوعين تقريبا. قالت متحدثة باسم المستشفى الجامعي اليوم "باستطاعته أن يأتي في أي وقت مثله مثل أي مريض آخر". غير أن المتحدثة قالت إن هذا لا يعني أن هناك استعدادات ملموسة تجري لاستقبال الرئيس. وكانت صحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة الثلاثاء، قد أشارت استنادا إلى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى سيناريو محتمل يتحدث عن الإعلان عن حاجة الرئيس مبارك إلى "إجراء فحوص طبية مطولة" بالخارج، الأمر الذي يكفل له خروجاً "كريما" من السلطة. وكان مبارك قد أجرى عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية في مارس الماضي بمستشفى هايدلبرج الجامعي، وأشاد لدى مغادرته المستشفى "بالرعاية الممتازة" التي تلقاها هناك. من ناحية أخرى، لم تؤكد الحكومة الألمانية ما تناقلته وسائل الإعلام في البلاد حول نية الرئيس حسني مبارك الإقامة في أحد المستشفيات الألمانية لإجراء فحوصات طبية. وقال شتيفن زايبيرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية: "لم ترد طلبات رسمية أو غير رسمية بهذا الشأن، لذا فليس لدى الحكومة الفيدرالية الألمانية أي سبب للخوض في جدل نظري حول هذه المسألة". من جانب آخر دعت الحكومة الألمانية السلطات المصرية للعودة إلى الحوار مع المعارضة. وقال زايبيرت: "نحن نرى أن المطالبة باستقالة الحكومة المصرية ليست مهمتنا"، معتبرا في الوقت نفسه أنه "بات واضحا الآن أن عهد مبارك شارف على النهاية". وتفيد بيانات الخارجية الألمانية أن 14 ألف مواطن ألماني موجودون في مصر حاليا، بينهم 12 ألف سائح، وألفان يقيمون في مصر بصورة دائمة. وكان يتواجد في مصر قبل بداية الاضطرابات الأخيرة 50 ألف مواطن ألماني، ما بين سائح ومقيم. هذا وقالت صحيفة دير شبيغل الألمانية على موقعها الإلكتروني إن الرئيس حسني مبارك قد يغادر مصر لإجراء فحوص طبية طويلة في ألمانيا. ويتزامن ذلك مع ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية عن زيارة يقوم بها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل إلى ألمانيا يلتقي فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ويبحث معها في التطورات الأخيرة في مصر.