انتظم أمس جميع الموظفين والعاملين بوزارة التربية والتعليم فى الحضور إلى مقر ديوان عام الوزارة بالقاهرة، بعد غياب دام أسبوع بسبب مظاهرات ميدان التحرير وفرض حظر التجول، كما انتظم موظفو قطاع الكتب فى عملهم بمقر القطاع بأكتوبر وفيصل. «زهقنا بقى من الوقفة فى اللجان الشعبية» هكذا عبر أحد موظفى القطاع عن سبب وجوده فى عمله أمس، وأكد عدد من موظفى القطاع أنهم كانوا يشكلون لجانا شعبية فى الشوارع لحماية شوارعهم من مهاجمة الخارجين على القانون والهاربين من الأقسام والسجون ويسهرون يوميا حتى الصباح وهو ما لا يمكنهم من القيام مبكرا للذهاب إلى عملهم، بالإضافة إلى أن حظر التجول، وقال عدد آخر من موظفى القطاع إنهم كانوا يشاركون فى مظاهرات ميدان التحرير طوال الاسبوع الماضى، مؤكدين تأييدهم لهذه المظاهرات ومطالبها. من ناحية أخرى أبدى عدد من الموظفين والعاملين بالوزارة فرحتهم بخروج د.أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم من منصبه، قائلين: «أحسن حاجة عملتها المظاهرات هو تغيير بدر»، وخيم الهدوء أمس على الموظفين داخل الوزارة، فيما تناثرت شائعات بإمكانية عودة د. أحمد زكى بدر إلى منصبه كوزير للتربية والتعليم، مستندين إلى تصريحات الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد، التى قال فيها أنه لم يبق على بدر وزيرا للتربية والتعليم فى وزارة أحمد نظيف فى موقعه لكسب رضا الناس ومصالحتهم حسب تعبيره، واصفا بدر ب «النقى والمخلص»، ولكنه تصادمى فى التعامل مع الناس أيضا، مستدركا بأنه لم يجد من يختاره لهذه المهمة سوف يأتى به ثانية. وقال أحد مستشارى المواد بالديوان إن بدر كان سينجح فى الكثير من أهدافه، التى وقف الكثير من القيادات التعليمية فيها بجانبه منذ البداية، والتى كان فى مقدمتها القضاء على الفساد فى الوزارة، إلا أنه استعان بمستشارين غير متخصصين وبعضهم ليس لديهم خبرة فى مجاله واستبدلهم بخبراء فى المجال دون أن يمهل الطرفين الفرصة لتبادل الخبرات، مما جعله يخسر الكثير من معاركه ويتراجع عن الكثير من قراراته، مثل معركة الكتب الخارجية ومعركة تحويل المدارس القومية إلى تجريبية، لأنه لم يكن يستمع إلا إلى مستشاريه. وانقلب من تفاءلوا بمجيئه وبقراراته الأولى عليه عندما شعروا بأنهم يفقدون لقمة عيشهم التى تعودوا عليها عندما ألغى الكثير من انتدابات العاملين بالديوان العام، دون تدرج فى هذه القرارات، وأعاد تقسيم المنح بين العاملين دون معايير مقنعة بالنسبة لهم، وشعر الكثيرون منهم بالظلم. بينما قالت د. لبنى عبدالرحيم بقطاع التعليم الفنى إن الخطأ الذى وقع فيه بدر رغم أن هدفه كان القضاء على الفساد، كان فى استعانته بعسكريين لم يكونوا مهيئين للتعامل مع الموظفين، ولم يحاول بدر أن يشرح للعاملين فى الوزارة هدف ما يقوم به من تغييرات فى الوزارة، فى الوقت الذى نقول فيه للمعلمين يجب أن تشاركوا الطلاب فى أن يعلموا بهدف أى تدريب يحصلون عليه، كما لم يستعن بدر بخبراء تربويين معروفين بعقلانيتهم وخبراتهم بحسب لبنى، وأنه ارتكن إلى رأى معاونيه القليلى الخبرة بأمور التربية والتعليم، والذين وضعوه فى صراع مع أولياء الأمور ومع الموظفين، بعد أن جاء معاونوه أيضا بقيادات لم تستطع القيام بمهام وظيفتها، لأنهم جاءوا لعلاقتهم بأحد مستشاريه المقربين، وانقلب عليهم الموظفون، كما ظهر فى قطاع الكتب وفى غيره بحسب لبنى.