عربية.نت رفضت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأربعاء طلباً أمريكياً وأوروبياً بالشروع في مرحلة انتقال فوري للسلطة. وكانت العواصمالغربية اعتبرت أنه يتوجب على الرئيس مبارك أن يشرع على الفور في وضع آلية فعلية لانتقال السلطة بدلاً من الاكتفاء بترك الحكم في سبتمبر المقبل. وكما حصل قبل تسعة أيام مع بدء حركة الاحتجاج الشعبية للمطالبة برحيل الرئيس مبارك، واشنطن هي التي أعطت الإيقاع بموقفها إزاء ما يجري في هذا البلد الاستراتيجي في الشرق الأوسط، الذي قد ينتقل إلى نظام آخر تحت ضغط الشارع في سياق ما حصل في تونس. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما "ما هو واضح وقد بلغته هذا المساء للرئيس مبارك أنني أعتقد أن عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي أن تكون ذات معنى، وأن تتم في شكل سلمي وأن تبدأ الآن". لكن أوباما لم يذهب إلى حد دعوة مبارك للاستقالة على الفور. وبعد واشنطن، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون الرئيس المصري إلى التحرك "بأسرع وقت ممكن" لتحقيق الانتقال السياسي" الذي يطالب به المتظاهرون. كما دعت لندن ومدريد بشكل أوضح إلى تشكيل "حكومة انتقالية". وشدد رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون في البرلمان على "ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية سريعة"، وأن "تتسم بالمصداقية وتبدأ الآن". فيما أكدت الخارجية البريطانية أنها كانت "واضحة في المجالس الخاصة" مع الرئيس مبارك بشأن "ضرورة الانتقال إلى حكومة أوسع تحدث تغييراً حقيقياً ومرئياً وشاملاً". وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية "يجب أن يكون هناك حكومة، يمكن أن تكون حكومة وحدة وطنية.. تقود هذه العملية حتى الدعوة إلى انتخابات عامة". أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعرض لانتقادات كثيرة في فرنسا لدعمه نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في وجه غضب الشارع، فأيد بدوره فكرة رحيل هادئ لنظيره المصري الذي غالباً ما أشاد ب"حكمته" في الماضي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ساركوزي "يكرر تمنيه في أن تبدأ بلا إبطاء عملية انتقالية واضحة". وتحدثت برلين وستوكهولم عن المراحل الأخرى الضرورية لتغيير النظام. وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا: "تدفع باتجاه مرحلة انتقالية سريعة نحو عصر جديد من الديمقراطية". وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي: "علينا الآن أن نرى أي دور يريد ويستطيع أن يلعب" الرئيس المصري. واعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت من جهته "أن عهد مبارك في السياسة المصرية قد ولى"، داعياً إلى التركيز على "المهمة الفاصلة التي ستتمثل في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة لاختيار الرئيس المقبل لمصر". وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إنه على الرغم من الطابع الاستبدادي لنظامه، فقد حظي الرئيس حسني مبارك على الدوام حتى الآن بدعم العواصمالغربية لالتزامه باتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل في 1979 ومكافحته الإسلاميين. إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يجسد التيار الإسلامي السياسي المعتدل أن الخيار الوحيد هو رحيل الرئيس. وقال أردوغان للصحافيين الأتراك خلال زيارة الى قرغيزستان في تصريحات نقلتها قناة "إن تي في"، ان "الشعب (المصري) ينتظر قراراً مغايراً تماماً من مبارك".