زار منصف المرزوقي، المعارض التاريخي لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، اليوم الأربعاء، في سيدي بوزيد، قبر محمد البوعزيزي، أول "شهيد" لثورة الياسمين، كما أعلن المرزوقي لوكالة الفرنسية. وقال المرزوقي غداة عودته إلى تونس من منفاه: "جئت لتحية هذا الشاب وسكان هذه المنطقة، أرض الشهداء ومنبت الرجال الأحرار ومنطلق هذه الثورة وتحرير تونس". وكان محمد البوعزيزي (26 عامًا) انتحر حرقًا أمام مكاتب والي (محافظ) احتجاجًا على حجز الشرطة بعنف لبسطة خضر وفواكه غير مرخصة كان يعيل منها أسرته. وفجرت مبادرة البوعزيزي اليائسة انتفاضة شعبية لا سابق لها في تونس؛ أدت إلى إسقاط نظام زين العابدين بن علي اللاجئ، منذ يوم الجمعة الماضي، إلى السعودية بعد 23 عامًا حكم خلالها تونس بدون منازع. وقال المرزوقي، رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي عاد إلى تونس، أمس الثلاثاء، بعد سنوات المنفى في باريس، إنه "شعر أن من واجبه الأخلاقي أن يشكر أهالي هذه المنطقة". وأشار هذا القيادي اليساري العلماني إلى ضرورة إبعاد أعضاء حزب بن علي التجمع الدستوري الديمقراطي من الحكومة الانتقالية، وتشكيل فريق يخرج البلاد من الأزمة الحالية. وكان المرزوقي (طبيب وجامعي) أعلن أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تنظم في غضون ستة أشهر. والمرزوقي رئيس سابق للمنظمة التونسية لحقوق الإنسان، وأسس في 2001 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية غير المعترف به. وكان حكم عليه بالسجن لمدة عام في العام 2000.