"لقد استجاب القدر عندما أراد الشعب التونسى الحياة.. وانجلى الليل والقيد انكسر..أهلاً بالديمقراطية.. وداعاً الديكتاتورية"، بهذه الكلمات رد رفيق خواجه رئيس البعثة التونسية المشاركة فى بطولة العالم لكرة اليد بالسويد. لم يمنع تواجد المنتخب التونسي في السويد من التأثر بما حدث في تونس ، والتفاعل مع أحداث هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ، كما وضح عليهم التأثر الشديد بالأخبار التي ترد عن الأوضاع في بلدهم ما بين الفرح والقلق على المستقبل ، لكن الكل أجمع على أنه قد انتهى عهد القمع –على حد وصفهم- وميلاد عصر جديد أعربوا عن أمنياتهم في أن يكون أفضل من ذي قبل. "الشروق" عاشت اللحظات العصيبة مع أفراد البعثة التونسية، ورصدت ردود الأفعال داخل الفريق عقب هروب الرئيس التونسي. فى البداية تحدث رفيق خواجه رئيس البعثة فى السويد، وأكد أن كل أفراد المنتخب التونسى يعيشون حالة من الفرح والسعادة بما حدث قبل أيام قليلة، وقال "أتمنى أن يكون ذلك عبرة لكل من تسول له نفسه أن يمارس القمع على الشعب التونسى العظيم"، متمنيا ان يعود الإستقرار سريع إلى تونس. وبدوره أكد طارق بن على المدير الفنى للاتحاد التونسى لكرة اليد أن هروب الرئيس بن على كان مفاجأة للجميع، وقال "كانت بالنسبة لنا مفاجأة أن يغادر البلاد بهذه الطريقة.. كان من الممكن أن يكون هناك تسليم سلمى للسلطة بدلاً من أعمال التخريب التى حدثت"، وأضاف أن الوضع فى الوقت الراهن يتسم بالخطورة، وأشار طارق إلى أنهم سعداء بنتيجة ما حدث الذي جاء كرد فعل للغليان الذي يعيشه الشعب التونسي. من جانبه أعرب إبراهيم لاغه لاعب المنتخب التونسى عن قلقه الشديد تجاه مصير أهله وذويه في تونس، مؤكداً أن هروب بن على أثر بالسلب على مستوى المنتخب فى المونديال نتيجة انشغال الجميع بالتفكير فى مصير ذويهم بعد الأحداث الأخيرة، مشيراً الى أن الأوضاع حالياً فى تونس غير مطمئنة، إلا أنه راهن على معدن أبناء تونس ورجالها الذي يظهر في مثل هذه المواقف المصيرية. أما سليم الهدوى لاعب نسور قرطاج فقد طالب زملائه بضرورة تقديم مستوى متميز فى بطولة العالم ليكون ذلك عرفاناً منهم بالجميل الذى قدمه الشعب التونسى فى نضاله ضد الفساد والاستبداد. أما مكرم الميساوى حارس مرمى المنتخب التونسي فقد تحدث بانفعال شديد معبراً عن لحظات القلق التى عاشتها البعثة التونسية في السويد نتيجة ما حدث في تونس. وقال الميساوي: "كنا على اتصال لحظة بلحظة مع الأهل والأصدقاء.. دماء كثيرة سالت فداء لحرية الوطن وهم حقاً شهداء لأنهم كانوا فى نضال من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة ، لقد عانت تونس خلال الفترة السابقة من انتشار الفساد والرشوة وهى أشياء تعانى منها معظم الشعوب العربية وما حدث كان مفاجأة بالنسبة لنا. وأضاف حارس مرمى تونس: "نحن متضامنين مع أهلنا فى تونس ومع العائلات الذين فقدوا أبناءها من أجل الحرية والكرامة..نعم أشخاص تموت من أجل أن يحيا آخرون". وفى الأخير قال رضا الجيلاسى كبير مشجعي المنتخب التونسي الذي توجه إلى السويد على نفقته الخاصة لمؤازرة منتخب بلاده في المونديال أن انتهاء زمن زين العابدين بن على يعتبر انتصار لإرادة 11 مليون تونسى يتطلعون جميعهم لمستقبل أفضل، بعد حياة قاسية عاشوها خلال حكمه كان خلاله الفقر والبطالة وانخفاض المرتبات السمة المميزة.