أكد يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلين، أن من أخطأ في حق الشعب التونسي يجب أن يحاسب بعيدًا عن الحكم والسلطة، مشيرًا إلى أنهم خرجوا من سكونهم إلى الشوارع في مسيرات سلمية لا يحملون معهم عصيًّا ولا سكين مطبخ، في حين كانت الشرطة تطلق الرصاص في صدورهم، في تعقيبه على ما وصفه مراقبون ب"الانتفاضة الشعبية" التي تشهدها تونس. وقال القرضاوي خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: إن "المظلوم من حقه أن يشتم ويسب ويلعن، عملا بالآية القرآنية التي تقول: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم". وأضاف: الشرطة هي التي كانت تطلق الرصاص في صدر الشعب الذي كان يشكو من الجوع والبطالة وأسقطت العشرات من القتلى"، مشيرًا إلى أن زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية، خرج بعد أربعة أسابيع من القتل وإرسال الناس إلى المقابر كي يقول لنا قولاً لينا على حد قوله. ورأي القرضاوي أنه من الخطأ أن يظن الناس بأن الشعوب ستظل مستكينة إلى الأبد، داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى أن تنتفض ضد الظلم لكي يحصلوا على حقوقهم، بحسب تعبيره. وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن "البلدان الإسلامية قد ابتليت بحكام مستبدين، يقف وراءهم قوى خارجية تحميهم وتشد من أزرهم"، على حد تعبيره. ووجه القرضاوي -في نهاية خطبته- التحية إلى الشعب التونسي بقوله: "إننا نحيي الشعب التونسي الصابر الصامد، ونترحم على شهدائهم، وندعو الله أن يمكنهم من بناء مستقبلهم بأنفسهم دون الاستعانة بالخارج". وأردف: "نقول للغربيين.. كفوا أيديكم عن شعوبنا"، منتقدًا عرض ميشيل أليو ماري، وزيرة الخارجية الفرنسية، تقديم خبرات فرنسا في مجال مكافحة الشغب على النظام التونسي.