في تطور للاحتجاجات الشعبية التونسية، وصلت موجة الاضطرابات للعاصمة، وأطلقت الشرطة أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد شعبي في إحدى ضواحي العاصمة، أمس الثلاثاء. ويقول المحتجون إنهم يطالبون بوظائف ولكن الرئيس زين العابدين بن علي الذي يواجه أسوأ اضطرابات خلال حكمه الممتد منذ 23 عاما، قال إن أعمال الشغب "عمل إرهابي" بتدبير جهات أجنبية تحاول الإضرار بتونس. وفي أشد بيان أمريكي لهجة عن العنف حتى الآن، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن واشنطن "تشعر بقلق بالغ من الأنباء عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الحكومة التونسية". وقال مراسل لرويترز في حي التضامن للطبقة العاملة إنه شهد مئات الشبان الذين سدوا في وقت سابق الطرق بالإطارات المحترقة ورجموا رجال الشرطة يحاولون الهجوم على مبنى للحكم المحلي. وتفرقت الجموع فيما بعد وأخذت الشرطة تطارد مجموعات صغيرة من الناس في الشوارع الجانبية بالقرب من مسرح المواجهة السابقة. وقال أحد الشهود إن تعزيزات كبيرة من الشرطة أحضرت وبقيت على أهبة الاستعداد على بعد بضعة مبان. ولم تكن هناك علامات لأي اضطرابات في أجزاء أخرى من المدينة. وحتى مساء الثلاثاء لم ترد أنباء عن اشتباكات كبيرة بعد أن انتشر الجيش في أشد المدن اضطرابا، وأغلقت المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى وأمرت الشرطة الناس عبر مكبرات الصوت في مدينة واحدة على الأقل ألا يتجمعوا في الشوارع. قال وزير الاتصالات التونسي سمير العبيدي يوم الثلاثاء، إن عدد قتلى المواجهات خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 21 قتيلا. ونفى التقارير التي تشير إلى عدد أكبر واصفا إياها بأنها خاطئة. وقال إن حركات التطرف الديني والحركات المتطرفة من اليسار تسللت الى هذه الاحتجاجات ودفعتها الى العنف.