طالب مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية، النائب العام ووزارة الداخلية والجهات المعنية، بالكشف عن وقائع وملابسات مقتل المواطن السكندري سيد بلال، والذي تم تداول صورته علي عدد من مواقع الإنترنت وبرفقتها مقطع فيديو يوضح وجود آثار تعذيب علي جثته. وأضاف المركز، في بيان صدر صباح اليوم الجمعة: "حسب المعلومات التي نشرت إليكترونيًّا، فقد اعتقل المواطن سيد بلال، ويبلغ من العمر 32 عامًا، يوم الأربعاء الماضي، على خلفية التحقيقات في تفجير كنيسة القديسين، وأثناء التحقيق جرى الاعتداء عليه بالضرب الذي انتهى بوفاته بعد 24 ساعة من الاعتقال". وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بدفن جثة القتيل ليلا "رغمًا عن أهله" الذين رفضوا ذلك، مضيفًا أنه وعقب الوفاة جرى نقل بلال إلى أحد المراكز الطبية ليظهر أنه مات نتيجة مضاعفات صحية ألمت به، وطالب المركز بسرعة الكشف عن وقائع تلك الحادثة المروعة واستخراج الجثة وإعادة تشريحها لمعرفة السبب الرئيسي للوفاة. ويشار إلى أن بلال متزوج ولديه طفل عمرة "ثلاث سنوات"، ويقيم بمنطقة "كوبري الناموس" بالظاهرية، ذو لحية كبيرة، ولم يسبق أن جرى توقيفه قبل ذلك، ومعروف بين السلفيين في الإسكندرية بحسن خلقه واستقامته وصلاح منهجه. وقالت مصادر سلفية رفضت ذكر اسمها أن قوة من الأمن داهمت منزل سيد فجر الأربعاء 5 يناير، واقتادته إلى جهة غير معلومة للتحقيق معه في شأن الأحداث الأخيرة، قبل أن تعود به، مساء أمس الخميس، إلى أهله وقد فارق الحياة، وطلبت منهم دفنه بأسرع وقت ممكن، وهو ما تم الساعة العاشرة مساء. وأقام العشرات الصلاة عليه بإمامة أحد كبار الشيوخ السلفيين بالإسكندرية، وأشرف على الدفن قوة من مباحث أمن الدولة ومباحث قسم الرمل ثان بمقابر "أبو النور" بمنطقة الظاهرية القريبة من مقر سكنه، بحسب نفس المصادر. وذكر شهود عيان أن القوة التي أشرفت على دفن بلال قامت باحتجاز أخيه محذرة إياهم من الحديث لوسائل الإعلام، إلا أن أحد المقربين من بلال استطاع تسريب فيديو وصور له تظهر آثار التعذيب قال إنها "تظهر بعضًا -فقط- مما جرى له"، وقامت المنتديات والمواقع الإلكترونية المختلفة وموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بتناقله فيما بينها. ورفضت مصادر أمنية التعليق على سبب الوفاة، وسادت حالة من التكتم الشديد داخل الجهات الأمنية حول الحادث.