كثيرا ما يحلم أى شاب بأن يصادف مصباح علاء الدين ليخرج منه العفريت ويقول له «شبيك لبيك، عبدك بين إيديك» ليطلب منه أن يغير له حياته ويهبه الأموال التى ينشدها، ولكنه لا يمكن أن يتوقع أنه من الممكن أن يظل أسير الصمت إذا حدث له ذلك أو أنه سيطلب من العفريت طلبا لا يقوى على تنفيذه. مسرحية «الفاشلون» التى قدمها 20 من طلبة كلية الفنون الجميلة على خشبة مسرح ساقية الصاوى منهم أحمد يحيى وحمدى حسن وسمر جلال ويسرا الشهدى ومحمد مسعد شهدت على ذلك الموقف الخيالى لأن الشاب، الذى حظى بمقابلة العفريت طلب منه أن يغير المجتمع وأن يعود به إلى أخلاقيات الزمن الجميل. لم يكن ذلك هو الموقف الوحيد الذى شهدته المسرحية بل حوت عدة تابلوهات فنية مرتجلة من أبطال العرض تحكى مواقفا متنوعة مثل علاقات الشباب عبر الإنترنت والفيس بوك وصورة المرأة الحديثة ونظرة المجتمع لها والحرية ومستوى الفن المتدنى وعلاقات الحب الفاشلة وغير ذلك من الأمور الحياتية، التى قدمها المخرج شادى الدالى فى العرض من خلال الكوميديا السوداء، التى كانت كفيلة بإشعال ضحكات الجمهور على مدى ساعة ونصف الساعة هى مدة العرض. يقول شادى: استمرت بروفات المسرحية أربعة أشهر متواصلة تمكنت خلالها من أن يعبر كل ممثل عن المشكلة الأساسية، التى يواجهها فى حياته بطريقة ارتجالية، وكان دورى كمعد ومخرج للمسرحية أن أجمع تلك المشكلات فى قالب كوميدى متواتر ليظهر العمل فى النهاية وكأنه يتحدث عن الحالات النفسية، التى يعيشها كل منا على حدة. ويضيف: كان لبساطة الديكور والملابس أثر فى تعميق الحالة النفسية لدى المشاهد ليهيم بخياله عن كونه متلقيا لأحد العروض المسرحية ويشعر وكأن ذلك الشاب أو تلك الفتاة أحد جيرانه أو أصدقائه أو ربما هو، لذلك اخترت شكل المربع فى الديكور، الذى يفقد أحد أضلاعه حينما تسرد القصة فضلا عن تداخل الموسيقى، التى تساعد على إيصال الموقف الدرامى مسرحيا إلى جانب الإضاءة المعبرة. مسرحية «الفاشلون» بطولة أحمد يحيى حصلت على المركز الأول فى مسابقة المسرح بجامعة حلوان، ويجرى الآن التحضير لعرضها على خشبات مسارح البيت الفنى للمسرح نظرا لما حققته من نجاح باهر.