كانت الساعة تقترب من ظهيرة أمس الأول، السبت، عندما تجمع العشرات من الغاضبين أمام كنيسة القديسين، ومن الشرفات والنوافذ تابع أبناء شارع خليل حمادة تطورات الأحداث. كان الانفجار قد هز بيوت الشارع بعد منتصف الليل، وتصورت السيدة صاحبة العمارة المواجهة للكنيسة أن الأمطار تقترب، «افتكرته رعد، بصيت على الشارع لقيت النار مولعة قدام البيت. القزاز كله وقع من صوت الانفجار». السيدة التى ترفض ذكر اسمها تعيش فى الولاياتالمتحدة، وعادت من أجل إجازة كريسماس سعيدة. الانفجار أحرق ثلاث سيارات إلى حد التفحم، وأحدث تلفيات كبيرة فى المسجد المواجه، وأيقظ النائمين فى البيوت، فبقى معظمهم سهرانين إلى الصباح التالى. قرب الظهيرة بدأت التجمعات والهتافات أمام أبواب الكنيسة الملطخة بالدماء، وخرج سكان شارع خليل حمادة إلى الشرفات ليتابعوا. ضيوف الشارع من الصحفيين وغيرهم كانوا بحاجة أيضا إلى شرفات يتابعون منها الأحداث، فلجأ بعضهم إلى العمارة المواجهة، حيث التقطت معظم الصور التى نقلتها وسائل الإعلام الغربية والعربية. المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والشرطة انتهت قرب الرابعة، لتبدأ مسيرة «غاضبة» أخرى فى شارع العيسوى المجاور، لكنها سرعان ما اختفت، واختفى أيضا سكان الشرفات مع حلول البرد والظلام. كل المحال المجاورة للمسجد والكنيسة أقفلت أبوابها منذ الصباح الباكر، وغرقت المنطقة فى هدوء ما بعد المذابح، حتى سمع سكان الشارع صخبا يقترب من جديد. فى بداية الليل تجددت «تجمعات الغضب» فى الشارع، لكنها انتهت سريعا بفعل الشرطة والظلام والهواء الصقيعى الذى يهب من البحر القريب.