أعرب محللون سياسيون عرب وخبراء فى شئون الجماعات الإسلامية عن مخاوفهم من وقوع «تفجيرات طائفية» فى دول عربية أخرى، وعلى رأسها لبنان، مستبعدين ضلوع تنظيم القاعدة فى تفجير الإسكندرية، الذى وقع فجر أمس الأول أمام كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا بطرس ومرجحين فى تصريحات منفصلة ل«الشروق» وقوف جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلى (الموساد) خلف التفجير بهدف «إشعال فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين». فلا يعتقد المحلل السياسى العراقى فاضل الربيعى أن لدى تنظيم القاعدة فى العراق إمكانيات تسمح له بضرب الإسكندرية»، كما أن «السياسة المصرية إزاء العراق هادئة ومعقولة ولا تثير حفيظة أى مجموعات عراقية متطرفة»، معتبرا أن تهديدات قاعدة العراق السابقة باستهداف الأقباط «غير واقعية، فالتنظيم ضعيف، وقد يتبنى تفجير الإسكندرية حتى لو لم يكن هو منفذه، ليثبت فقط أنه ما زال قويا». ويشدد «الربيعى» على أن هذا التفجير «استهدف وحدة شعب مصر العظيم، ومن له مصلحة فى زعزعة استقرار الأمن المصرى هو الموساد الإسرائيلى؛ فمصر تمثل إزعاجا دائما للاحتلال»، معربا عن مخاوفه من «حملة أجنبية تستهدف الوجود المسيحى فى المنطقة لضرب استقرارها». بدوره، يرى المحلل السياسى الأردنى سلطان حطاب أن «ثمة أيادى تريد إبعاد مصر عن قضايا الأمة الجارية، وأبرزها حاليا السودان وفلسطين، بإشعال فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين». ومضى حطاب قائلا إن «إسرائيل هى من وراء التفجير، فهى تحظى بصورة سوداء أمام العالم منذ حربها على غزة وهجومها الدامى على أسطول الحرية؛ مما يجعلها تحاول إلقاء الضوء على آخرين، وهم هنا تنظيم القاعدة.. فإسرائيل والكثيرون فى الغرب يريدون إظهار العرب والمسلمين فى صورة العنصريين المتطرفين». ويرى فى «استمرار إلقاء اللوم على القاعدة وترك العدو الرئيسى، وهو إسرائيل، شكلا من أشكال التواطؤ»، متسائلا باستنكار: «ما قيمة اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب ما دامت إسرائيل تواصل التجسس على مصر؟!». ويذهب المحلل السياسى الجزائرى عبدالعالى الرزاقى أبعد بتوقعه أن يكون «2011 هو عام محاولة تنفيذ مشروع غربى إسرائيلى لقيام دول مسيحية فى المنطقة العربية.. ومصر مستهدفة لأنها أقدم حضارة بالمنطقة، وتمثل نموذجا للتآلف بين الأديان». ويحذر الرزاقى من دعوات قبطية لإجراء تحقيق دولى فى مثل هذه الحوادث، معتبرا أنها «بمثابة طلب للتدخل الأجنبى فى شئون مصر.. وإسرائيل وآخرون فى الغرب قد يستخدمون ورقة أقباط المهجر للضغط على مصر؛ بدعوى ضرورة إجراء تحقيق دولى، وربما يتعدى الأمر إلى المطالبة بحكم ذاتى للأقباط». فيما يرى المحلل السياسى اللبنانى كمال شاتيلا أن «الظواهر تشير إلى أن هذا التفجير يأتى ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف إلى تقسيم 7 دول عربية، وهى مصر، سوريا، لبنان، العراق، اليمن، الجزائر، والسودان». ويتوقع شاتيلا «هجمات أخرى فى مصر.. إسرائيل تعتبر القاهرة عدوها الرئيسى؛ لأن تل أبيب تخشى من أن تمارس مصر دورا متقدما تجاه القضايا العربية.. وستمتد التفجيرات الطائفية أيضا إلى دول عربية أخرى، على رأسها لبنان»، مشيرا إلى «تهديد متطرفين قبل ثلاثة أعوام بضرب مدارس وكنائس فى لبنان»، حيث يعيش أكبر عدد من المسيحيين العرب. أيضا يستبعد الخبير الفلسطينى فى شئون الحركات الإسلامية إياد البرغوثى ضلوع القاعدة فى تفجير الإسكندرية، معتبرا أنها «ضعيفة حتى فى العراق، أما المستفيد من التفجير بالدرجة الأولى فهى إسرائيل المعنية بتقسيم المنطقة»، مشددا على أنه «تاريخيا ليس لقاعدة العراق أنصار فى مصر، بينما للموساد تاريخ حافل بمحاولات ضرب استقرار مصر». وتابع البرغوثى قائلا إن «إسرائيل تستهدف إثارة العالم على العرب والمسلمين عبر استهدافها المسيحيين فى المنطقة»، متوقعا «مزيدا من محاولات إثارة الفتنة الطائفية، سواء فى مصر أو دول عربية أخرى، أبرزها لبنان، الذى تعمل إسرائيل على دفعه مجددا إلى أتون الحرب الأهلية».