المجندة الأمريكية ليندى إنجلاند تبنى هرمًا بشريًا من العراقيين المجبرين على ممارسة الشذوذ فى 2004. ضابط الشرطة المصرى إسلام نبيه يشرف على عملية اغتصاب سائق ميكروباص بعصا غليظة فى 2006. مجموعة من سكان ضاحية كاترمايا بلبنان يسحلون مصريا ويرجمونه بالحجارة قبل شنق جسده الميت منذ شهور. لا أحد يعلم بالضبط سر العلاقة بين انتشار التصوير الديجيتال والكاميرات الرخيصة بين أيدى الجميع وبين هوس الساديين فى استخدامها لتوثيق جرائمهم الشاذة ونشرها. غير أن العلاقة موجودة بلا شك، ففى العشرة أعوام الماضية نشر المجرمون أشنع تشكيلة من الصور وفيديوهات لعمليات تعذيب واغتصاب فى تاريخ البشرية كلها. فى سبعينيات القرن العشرين، انتشر بين محبى الأفلام الشاذة كلمة «سنف» snuff، وهو نوع من الأفلام التى توثق لأحداث حقيقية تمتزج فيها الجنس الشاذ بالعنف والقتل. وكانت أغلب هذه الأفلام مزيفة وتستخدم الخدع السينمائية، وظل البحث عن فيلم حقيقى هواية سرية مفضلة للعديد من المرضى النفسيين ذوى الرغبات السوداء حول العالم. غير أن محبى الصور والأفلام الشاذة فى العقد الأخير يستطيعون تلبية رغباتهم بمشاهدة نشرات الأخبار وفيديوهات اليوتيوب. شهدت العشر سنوات الأخيرة انتهاء عصر تحميض الصور، وبمئات قليلة أصبحت الكاميرات الديجيتال فى يد الجميع، فى حين شهد عام 2004 بالولايات المتحدة انتشار كاميرات الديجيتال الملحقة بالهواتف المحمولة. أصبحت كاميرات الفيديو وسيلة النشطاء والسياسيين لتوثيق التعذيب، فى حالة صورة خالد سعيد المسربة، وتزوير الانتخابات، مثل آلاف الصور والفيديوهات التى التقطها نشطاء المجتمع المدنى والإخوان المسلمين لما حدث فى انتخابات برلمان 2010. لكن قبل أن يبدأ الأخيار التفكير فى استخدام إيجابى لهذه الكاميرات، كانت قد تحولت بالفعل إلى أدوات تعذيب جهنمية تنشر أفعالهم الرهيبة أمام الملايين وتحفر جرائمهم فى وجدان البشرية، وببحث سريع على «يو تيوب» يشاهد ملايين المصريين فيديو ضابط الشرطة الذى يتلذذ بصفع مواطن على قفاه حتى ترتطم رأسه بالحائط، وفيديو ضابط الآداب الذى يصفع عاهرة حتى يجبرها على خلع ملابسها أمام الكاميرا. الموبايل .. ثورة اتصال بدأت مع (أبو سلسلة) كاميرات المراقبة .. الأخ الأكبر يتابعنا من خلف العدسة بوابات أمنية .. كلب يبحث عن مسدس وقنبلة