حمل المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر المعارضة في البلاد مسؤولية غيابها عن البرلمان الذي فاز فيه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بأغلبية كبيرة فيه، في الانتخابات النيابية الأخيرة. واعتبر شاكر، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، على أن الانتخابات المصرية تمت وفق المعايير الدولية، وأن إيجابياتها أكثر من سلبياتها. وقال شاكر، الذي شغل في السابق منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى، "الرقابة الدولية على الانتخابات مرفوضة في دولة تمتد حضارتها لأكثر من سبعة آلاف سنة ولديها مؤسساتها ومنظماتها التي تراقب الانتخابات". وعلق على ما سماه ب"التطاول والتجاوز في الحوار" بقوله إن هذا يرجع للحرية الزائدة في البلاد. وعن الطريقة التي ينظر بها إلى الانتخابات البرلمانية التي تعرضت لسيل من الانتقادات المحلية والدولية، قال المسؤول بالمجلس شبه الحكومي إن "هذه الانتخابات تمت وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها ولها إيجابيات كثيرة يجب أن نعترف بها وأيضا سلبيات تم رصدها وحاولنا أن نعالجها في غرفة العمليات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان". وأضاف: "كان من بين السلبيات تأخر فتح باب لجان الاقتراع وعدم الاعتراف ببعض تصاريح المراقبين أو الاعتراف بالتوكيلات". وقال إنه بالنسبة لموضوع تسويد (حشو) الصناديق (بالأصوات نيابة عن الناخبين الحقيقيين)، فهي "مسؤولية كل من المرشح والناخب لأن الأجهزة المشرفة على الانتخابات كانت محايدة تماما، وتم إرسال الشكاوى للجنة العليا للانتخابات واستبعدت بالفعل مئات الصناديق التي سودت". وأردف قائلا "بصفة عامة يمكن القول إن نسبة الإيجابيات في هذه الانتخابات كبيرة وأعلى من السلبيات". وعزا شاكر انسحاب بعض القوى السياسية من جولة الإعادة في الانتخابات إلى "فشل (هذه القوى) في إدارة المعركة الانتخابية"، مضيفا: "الانسحاب في رأيي سلبية مطلقة". وعلق على ما يسمى بالبرلمان الموازي الذي شكله معارضون ونواب سابقون اعتراضا على تشكيلة البرلمان الجديد، قائلا: "البرلمان الموازي تخريف وتهريج وينبغي أن لا نقف عنده ولا نعقب عليه ولا نتكلم فيه". وعن الأغلبية الكبيرة التي أصبح يستحوذ بها الحزب الوطني على مقاعد البرلمان، قال شاكر إن الحزب "في تقديري استطاع أن يدير المعركة بذكاء شديد واختار مرشحين لهم ثقل ووزن.. في حين أن الأحزاب الأخرى لم تفعل ذلك ولم تؤد واجبها على أكمل وجه". واستبعد وجود صفقات بين النظام وأحزاب المعارضة قائلا: "لا أعتقد وجود صفقات كهذه ولو كانت هناك صفقات كما يقولون لكانت ظهرت في نتائج الانتخابات".