أصبح فريق برشلونة قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب الدوري الإسباني بعد أن افترس ريال مدريد على ملعبه ووسط جمهوره 6-2 في المرحلة الرابعة والثلاثين من المسابقة التي أقيمت في "استاديو برنابيو" بعد مباراة استمتع بها كل من شاهدها. وقدم الفريق الكاتالوني أداء باهرا رغم تأخره بهدف في بداية اللقاء ، حيث رد بثلاثة أهداف سريعة في الشوط الأول ، وقضى على منافسه تماما في الشوط الثاني ، بل كاد أن يزيد رصيده من الأهداف لولا تألق إيكر كاسياس حارس ريال مدريد الذي تصدى لعدد من الأهداف يفوق ما سجله برشلونة! ورفع برشلونة بهذه النتيجة رصيده في الصدارة إلى 85 نقطة بفارق سبع نقاط أمام ريال مدريد قبل أربع مراحل على نهاية المسابقة ، وبات الفريق تحت قيادة مدربه الشاب جوسيب جوارديولا في حاجة إلى خمس نقاط فقط لإعلانه رسميا بطلا لمسابقة الدوري المحلي. وستكتب هذه النتيجة بأحرف من ذهب في ذاكرة جماهير برشلونة ، بجانب فوزه الشهير على النادي الملكي 5 - صفر عندما قاده نجمه اللامع يوهان كرويف لتحقيق هذا الفوز الرائع عام 1974. وسجل المهاجم الفرنسي المخضرم تييري آنري الذي يقدم أفضل أداء له منذ أربعة أعوام والنجم الأرجنتيني المتألق ليونيل ميسي هدفين لكل منهما لصالح برشلونة ، فيما تكفل المدافعان كارلس بويول وجيرارد بيكيه بتسجيل الهدفين الآخرين. وجاء الفوز في المباراة خير استعداد لمباراة برشلونة المقبلة أمام تشيلسي الإنجليزي في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا الأربعاء. وتابع مباراة "كلاسيكو" الدوري الإسباني جمهور غفير في أكثر من 100 دولة حول العالم عبر شاشات التليفزيون انقسم ما بين مشجع للريال والبارسا. وكان ريال مدريد في حاجة ماسة لتحقيق الفوز من أجل الإبقاء على أمل له في انتزاع لقب المسابقة. وبدأ النادي الملكي صحاب الأرض المباراة بشكل أكثر من رائع وتقدم بهدف مبكر بعد مرور 15 دقيقة فقط حمل توقيع المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجوين الذي ارتقى برأسه لعرضية سيرجيو راموس. لكن آنري أحرز التعادل لبرشلونة بعد ثلاث دقائق فقط إثر تمريرة رائعة من ميسي ، وفي الدقيقة 21 ، أضاف بويول الهدف الثاني للفريق الضيف بعد أن استغل الضربة الحرة المباشرة التي نفذها شابي بإتقان. وسيطر برشلونة على مجريات اللعب وعزز تألقه بهدف ثالث في الدقيقة 36 ، حين راوغ شابي ببراعة لاسانا ديارا لاعب ريال مدريد وأرسل كرة متقنة إلى ميسي الذي لم يجد أي صعوبة في تسجيل هدف رائع لفريقه. وأبقى كاسياس على آمال فريقه في المباراة بعد أن تصدى ببراعة للعديد من الكرات الصعبة. وفي الدقيقة 56 ، ارتقى سيرجو راموس برأسه لكرة عرضية من آريين روبن محرزا منها الهدف الثاني لريال مدريد ، ولكن رد برشلونة جاء سريعا بعد أن هيأ شابي كرة مبهرة إلى آنري الذي لم يتوان عن تسجيل الهدف الرابع لفريقه والثاني له. وتسبب الهدف الرابع في سيطرة مشاعر الحزن واليأس على جماهير ريال مدريد التي بدأت في مغادرة استاد سانتياجو برنابيو. ولكن برشلونة لم يكن قد أنهى مهمته بعد ، حيث شهدت الدقيقة 76 تمريرة رائعة من الفتى السحري شابي إلى ميسي ليحرز النجم الأرجنتيني الهدف الخامس لبرشلونة والثاني له ، وبعد سبع دقائق أكمل القناص الكاميروني صامويل إيتو سداسية فريقه. وعقب انتهاء المباراة ، أعرب خوان دي راموس المدير الفني للريال عن شعوره بالحزن الشديد للهزيمة الثقيلة التي تلقاها فريقه رغم أنها لعب مباراة قوية من جانبه ، واعترف بأن مهمة فريقه في الفوز باللقب باتت صعبة للغاية بقوله : "لقد فقدنا الكثير من الأمل في هذه المباراة ، ما زلنا مطالبين ببذل كل الجهد في الدوري ، ولكن بالتأكيد الأمر صعب ، وأصبح صعبا أكثر من ذي قبل". أما جوسيب جوارديولا المدير الفني للبارسا فقال : "لم يكن سهلا الفوز في بيرنابيو ، وهذا اليوم يعد من أسعد أيام حياتي الكروية ، والسبب هو أننا أدخلنا السعادة على قلوب الناس جميعا". وأضاف : خطونا خطوة كبيرة جدا نحو الفوز باللقب ، أردنا أن ننهي الأمور الليلة وقد تحقق لنا هذا بالفعل ، كانت ليلة سعيدة ، بعد أن حققنا الفوز في هذا الاستاد وأمام هذه الجماهير". ومن ناحية أخرى انفرد أشبيلية بالمركز الثالث بعد فوزه الرائع على مضيفه فياريال صاحب المركز الخامس. ويدين أشبيلية بالفضل في هذا الفوز لهدفي مهاجميه لويس فابيانو والنجم المالي فريدريك كانوتيه في الشوط الثاني ، لينهيا مسيرة الهزائم التي استمرت لثلاث مباريات. ورفع أشبيلية رصيده إلى 60 نقطة من 34 مباراة ، بفارق أربع نقاط أمام فالنسيا صاحب المركز الرابع ، بينما يظل فياريال في المركز الخامس بفارق نقطة واحدة خلف فالنسيا. وفي مباراة أخرى ابتعد فريق نومانسيا عن قاع ترتيب المسابقة بتغلبه على ضيفه ملقه 2 – صفر. ويبتعد نومانسيا بفارق نقطة واحدة أمام ريكرياتيفو ، متذيل الترتيب ، وبفارق نقطتين خلف سبورتينج خيخون صاحب المركز الثالث من القاع.