«الجميع يعرف أن الرئيس باراك أوباما قادر على إلقاء خطابات عظيمة، والرئيس نفسه مدرك لذلك ولكن إداركه هذه الحقيقة لم يجعل منه شخصا مغرورا بل زاده تواضعا»، بهذه الجملة يستهل السيناتور هارى ريد، زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، حديثه عن الرئيس الشاب باراك أوباما فى كتابه «المعركة الجيدة» الذى من المقرر أن يصدر فى الأسواق الأمريكية فى 5 مايو الحالى. ويوضح ريد فى كتابه أن أوباما أثار إعجابه بفصاحته منذ أن كان السيناتور عن ولاية «إلينوى» فى المجلس، خاصة خلال الخطاب الذى تحدث فيه عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش الخاص بالحرب ضد الإرهاب. يقول فى المقدمة: «كان هذا الخطاب ظاهرة، أنا سميته «الظاهرة الأوبامية» وقد أخبرت أوباما بذلك، إلا أننى لم أتوقع رده الذى لن أنساه، حيث قال بهدوء ومن دون تفاخر وببساطة، بل يمكننى القول بتواضع شديد: «أعتقد أننى أمتلك بعض الموهبة هارى». وفيما يلى استعراض لبعض المقولات التى جاءت على لسان الرئيس الديمقراطى خلال المائة يوم الأولى له فى الحكم. «إننا أمة من المسيحيين والمسلمين واليهود والهندوس والملحدين، إننا نسيج من كل لغة وثقافة جاءت من كل أصقاع الأرض ولأننا ذقنا مرارة الحروب الأهلية والفصل العنصرى وخرجنا من هذا الفصل أكثر قوة ووحدة، فلا يمكننا أن نؤمن إلا بأن العداوات القديمة ستزول وخطوط الفرقة ستذوب وإنسانيتنا المشتركة ستعبر عن نفسها». عبارة أعادت للأذهان عبارة «لدى حلم» التى قالها زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج. 20 يناير فى خطاب التنصيب. «أستطيع أن أقول بلا استثناء أو مواربة: إن الولاياتالمتحدة لن تعذب أو تشارك فى عمليات تعذيب»، 22 يناير من تصريحاته خلال زيارة وزارة الخارجية الأمريكية قبل ساعات من توقيعه قرار إغلاق معتقل جوانتانامو الأمريكى بكوبا. «جئت اليوم لأتحدث إليكم من خلال التليفزيون لأقول إننى فشلت»، 3 فبراير خلال برنامج «نايت نيوز» الذى تبثه قناة «إن.بى.سى» الإخبارية الأمريكية، تعلقيا على اعتذار توم داشيل عن تولى وزارة الصحة، بسبب مشكلات ضريبية بعد أن خاض أوباما معركة دفاعا عن ترشيحه للمنصب. «بدأنا العمل الحتمى اللازم من الحفاظ على استمرار بقاء الحلم الأمريكى فى عهدنا»، 17 فبراير قبل توقيعه على خطة التحفيز الاقتصادى التى تعد الأضخم فى التاريخ الأمريكى. «فى بعض الأحيان يكون من الصعب التحرك كثيرا فى الخارج، لذلك يتحتم على فى بعض الأحيان أن أحضر العالم إلى هنا»، 4 مارس خلال غداء جمع قادة الكونجرس وأعضاء الإدارة من الوزراء وكبار مساعدى البيت الأبيض. «إدارتنا مررت بالقوة ما أعتقد أنه اختيار مزيف بين العلم والقيم الأخلاقية»، 9 مارس خلال توقيعه على قرارات تمويل أبحاث الخلايا الجذعية ومجموعة من الإجراءات التى تقضى بتغيير السياسة العلمية وإزالة ما وصفه الباحثون ب«العراقيل» التى وضعتها إدارة بوش أمام البحث العلمى. «أريد أن أذكر الجميع، الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تختر أن تحارب فى أفغانستان. نحو 3000 شخص من أبناء شعبنا لقوا حتفهم خلال هجمات 11 سبتمبر الإرهابية فى 2001، لقد ماتوا لا لسبب أكثر من كونهم مارسوا حياتهم اليومية العادية»، 27 مارس خلال إعلانه عزمة إرسال نحو 7 آلاف جندى إضافى إلى أفغانستان. «الولاياتالمتحدة لم تكن أبدا ولن تكون فى حرب ضد الإسلام»، 6 أبريل خلال خطابه أمام البرلمان التركى. «لقد حان وقت انتقال السلطة إلى العراقيين، فهم فى حاجة الآن إلى تولى زمام الأمور فى بلدهم»، 7 إبريل خلال حديثة للجنود الأمريكيين أثناء الزيارة التى قام بها إلى العراق. «أنا هنا لأدشن لفصل جديد فى العلاقات بينا، سيستمر طوال فترة وجود إدارتى»، 16 أبريل خلال بيان وجهه لجميع الحكومات الديمقراطية خلال افتتاح قمة الأمريكتين. «أسعى إلى فهم ما هو الأفضل لتحقيق المصالح الأمريكية، وفى هذا الجانب أعتقد أننى على صواب»، 19 إبريل خلال مؤتمر صحفى بعد أن صافح الرئيس الفينزولى هوجو شافيز بود. «والآن، وبعد 100 يوم، أنا مغتبط لما حققنا من تقدم، لكننى لست راضيا. أنا واثق بالمستقبل لكننى لست قانعا بالحاضر ليس عندما نرى مواطنين عاطلين عن العمل، وأسرا لاتزال غير قادرة على سداد فواتيرها، وليس عندما يوجد كثير من الأمريكيين الذى لا يستطيعون تحمل تكاليف رعايتهم الصحية، ويبقى هذا العدد الكبير من أطفالنا مهملين، ولا تكون بلادنا رائدة تتقدم العالم، فى تطوير طاقة القرن الواحد والعشرين. أنا لست راضيا. وأعلم أنكم أيضا غير راضين. إن الأزمة التى نواجهها كانت تعتمل وتتفاعل منذ سنوات عديدة، وسنحتاج إلى وقت للتغلب عليها. لقد قطعنا شوطا بعيدا، ونستطيع أن نرى النور فى الأفق، لكن الرحلة أمامنا مازالت طويلة»، 29 أبريل فى خطاب ألقاه خلال اجتماع أهلى فى مدينة «أرنولد» بولاية «ميزورى».