أكد الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، اليوم السبت، أن "المشاكل السياسية" في لبنان، القائمة بشكل أساسي على الخلاف بشأن المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، "تسير في اتجاه الحل". وقال سليمان في بكركي (25 كلم شمال بيروت)، حيث شارك في قداس عيد الميلاد: "أطمئن اللبنانيين أن المشاكل السياسية التي نعيشها تسير في اتجاه الحل". وأضاف -بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن رئاسة الجمهورية- "سنة 2011 ستكون سنة إطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وإدارات الدولة، ونأمل أن تكون سنة خير واستقرار ونمو وازدهار اقتصادي". ويحبس اللبنانيون أنفاسهم منذ يوليو الماضي، حين كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت بقرار من مجلس الأمن في مايو 2007، ستتهم عناصر في حزبه باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في فبراير 2005. وبدأ حزب الله منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة، معتبرا أنها "أداة إسرائيلية أمريكية" لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة "لتحقيق العدالة". وشهدت الأزمة التي تسببت بحال من الشلل الحكومي، تصعيدا خلال الأسابيع الأخيرة من السنة مع توقع قرب تسليم مدعي المحكمة، دانيال بلمار، مسودة القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية، دانيال فرانسين. وتجري سوريا الداعمة لحزب الله والسعودية الداعمة للحريري محادثات، تهدف إلى احتواء أي تداعيات خطيرة، خصوصا أمنية، لصدور القرار الظني. وشدد سليمان على أن "الموضوع متجه نحو توافق وطني، وإن شاء الله تكون الأمور بخير". وتابع: إن "المبادرة موجودة"، وتتمحور حول "التفاهم على تدارك كل ما يمكن أن يؤذي لبنان ويضر بوحدته الوطنية". ورفض سليمان اتهامات وجهت إليه بالمساهمة في "تعطيل العمل الحكومي"، بسبب رفضه إجراء تصويت داخل الحكومة على مسائل خلافية تتعلق بالمحكمة الدولية. وقال: "لا أحد يحدد للرئيس أي ساعة يصوت أو لا يصوت، فالدستور يشدد على الوفاق، وهذه هي روحيته". وأوضح: "عندما يجد الرئيس أن الوفاق متاح، وهو ما زال متاحا، لا يذهب إلى التصويت".