كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية المتهم فيها مصرى وضابطان من جهاز الموساد الإسرائيلى أن المخابرات الإسرائيلية فشلت فى تجنيد أى من المهندسين المصريين فى شركات المحمول الثلاث، حيث اكتشفت المخابرات أمر المتهم بمجرد تقدم عدد من المهندسين بهذه الشركات طلبات عمل بالشركة الوهمية للمتهم بالتجسس. وأعلنت أمس النيابة المتهم طارق عبدالرازق عيسى فى محبسه بالسجن، بقرار الاتهام، وعلمت «الشروق» أن دائرة القاضى جمال الدين صفوت رشدى هى المختصة بنظر القضية، وسيتم تحديد جلسة لنظر القضية فى الأسبوع الثالث من شهر يناير المقبل. وقال مصدر قضائى ل«الشروق» إن سبب نظر القضية أمام دائرة القاضى جمال الدين صفوت ترجع لاختصاصها بنظر الجنايات التى تقع فى دائرة قسم شرطة عابدين، وكذلك الجنايات التى تقع خارج البلاد. وأضافت التحقيقات أنه على الرغم من أن المتهم بدأ فى العمل لحساب جهاز الموساد الإسرائيليين، لكن كل التكليفات الموجهة إليه كانت بشأن تجنيد سوريين، ولم يصدر له الموساد أية تكليفات بتجنيد مصريين ولبنانيين إلا فى وقت متأخر وتحديدا فى شهر مارس من العام الحالى، وفور شروعه فى عمليات استدراج المهندسين المصريين اكتشفت المخابرات المصرية أمره، وراقبت تحركاته حتى حضر للقاهرة فى شهر يوليو الماضى فى زيارة قصيرة بحث خلالها كيفية ترتيب لقاء بالمهندسين المصريين فى شبكات المحمول الثلاث، وعند مغادرته مطار القاهرة فوجئ بالقاضى طاهر الخولى المحامى العام لنيابة أمن الدولة يقود فريقا من الضابط المصريين حيث ألقى القبض عليه داخل المطار. وأوضحت التحقيقات أن محاولة المتهم لم تتعد إنشاء موقع إلكترونى باسم شركة وهمية تدعى «هوشتك»، وأعلن أن شركته ومقرها هونج كونج تحتاج إلى مهندسين مصريين متخصصين فى مجال الاتصالات، وبدأ الموقع فى تلقى طلبات العمل، حيث سلم المتهم ضابطى الموساد أسماء المهندسين المصريين، ولم يسمح الوقت للموساد بانتقاء أسماء بعضهم لبحث عملية تجنيد بعضهم، حيث تم القبض على المتهم، وتم إحباط محاولة الموساد. وقال المتهم فى التحقيقات إنه تم تكليفه من قبل ضابطى الموساد فى مارس عام 2010 الحالى بزيارة دولة مكاو بشرق آسيا لتجنيد مهندسين مصريين فى شبكات المحمول الثلاث من خلال استدراجهم للعمل فى شركته الوهمية للاتصالات. وأوضح المتهم أنه عاش فى فقر مدقع فى غرفة واحدة مع أسرته المكونة من 7 أفراد بحمام مشترك مع غرفة أخرى تسكنها أسرة أخرى، ولم يجد عملا مناسبا فى مصر، ويأس من تأمين مستقبله فهاجر للصين وتزوج من صينية، وتولدت لديه الرغبة فى إيجاد أية فرصة عمل. وأضاف المتهم أن الموساد ظل يدربه لمدة عام 2007 كلها قبل بدء مهامه كجاسوس، حيث تلقى تدريبات فى أماكن آمنة للموساد فى تايلاند ولاوس وكمبوديا. جاسوس بدون تردد قال المتهم إنه لم يقصد فى البداية العمل كجاسوس، حيث أرسل رسالة للموساد يطلب فيها أية فرصة عمل دون تحديدها، وعندما عرض عليه ضابط الموساد العمل كجاسوس وافق على الفور دون تردد نظرا لمروره بضائقة مالية شديدة، ويأسه من إيجاد فرصة عمل مناسبة له فى الصين خبير اتصالات يكشف ل (الشروق) طرق التواصل بين خلايا التجسس كشف عبدالعزيز بسيونى، خبير اتصالات، عن طرق وحيل شبكات التجسس لتمرير الرسائل المشفرة فيما بينها، وقال ل«الشروق» إن تقنية ال«أى بى إنترنت» عبارة عن بروتوكول يسمح بتداخل مكاتب متباعدة مع بعضها البعض يكون بينها اتصال مباشر، وضرب مثالا بشركة بترول تقع آبارها فى خليج السويس بينما توجد إدارة الشركة فى القاهرة، ويتم التصدير عن طريق ميناء الإسكندرية، وبالتالى فإن مواقع الشركة فى الأماكن الثلاثة يتم ربطها بدائرة كأنها فى مكان واحد بتقنية ال«أى بى»، عبر ما يسمى بحزم البيانات «باكت سويتش». وأوضح أن هناك أكثر من حيلة تتم عبر هذه التقنية لتمرير الرسائل المشفرة بين أعضاء خلايا التجسس، الأولى عبر حدود الدول حيث تتداخل فيها عدة شركات اتصالات بين الدول المتجاورة، وبالتالى يتم استغلال إمكانيات أجهزة اللاسلكى غير المحدودة. وقال بسيونى: حدود الدول أصبحت مشتركة من حيث التغطية اللاسلكية، فتغطية شبكة فرنسا مثلا تتجاوز حدودها، كما أن منطقة رفح الحدودية تتداخل فيها عدة شبكات اتصالات لا سلكية فتظهر تغطيات مشتركة لأن اللاسلكى ليس له حدود. أما الحيلة الثانية فتتم عبر قنوات مشفرة، يبذل خبراء الاتصالات مجهودات مضنية لفك طلاسمها ومعرفة محتواها الحقيقى. مشيرا إلى أن خلايا التجسس تستغل مبدأ أن الاتصالات المدنية الأصل فيها الإباحة وأنها نشاط برىء، بينما تتضمن الحيلة الثالثة طرقا للتغلب على إمكانية رصد المكالمات عبر وضع أنظمة تقوم بالشوشرة على المكالمات ووضع أنواع من التشفير والإخفاء والتمويه أو خلط المعلومات بإشارات معروفة لدى الطرف الآخر من الاتصال تحتوى على ما يسمى ب«scrampling» أى اللخبطة. وأشار إلى أن مثل هذه الاتصالات تتم أيضا عبر الانترنت مما يتسبب فى أضرار اقتصادية جسيمة مثلما حدث فى قضية التجسس الأخيرة، وكشف أن الإنترنت طريق اتصالى غير مقنن وغير مشروع لأنه يجب الاتصال عن طريق الgat way الذى تقننه الدولة فى نظم اتصالاتها حتى تخضع للمحاسبة، بينما يستخدم الجواسيس طريق الvoice over I b. ولفت إلى أن تسريبات وثائق موقع ويكيليكس أبرز مثال على تمرير وثائق لها درجة سرية خاصة بالبنتاجون عن طريق الإنترنت.