●●تابعت الكثير من الأفلام الكوميدية والمباريات التراجيدية فى أيام المرض الشديد، نزلة شعبية حادة، وقد زاد الضعف والوهن بسبب المرض، وقد جاءت مباراة المنتخب مع قطر لتنقذنى من هبوط الضغط برفعه.. وكان من الطبيعى أن نوجه انتقادات للفريق، بعيدا عن المبررات المعلبة، إلا أن النقد تحول إلى نواح عام، وحوارات قديمة عن نجوم غابوا أو نجوم حضروا. وبالطبع مارسنا بكاء جديدا على اللبن المسكوب، وقد فاض ما سكبناه على ما كسبناه.. وخلال الانتقادات والحوارات مارسنا أسوأ ما فينا وهو عدم رؤية الخطأ، والاستهانة بانتصار المنافس.. وليست القضية أننا خسرنا مباراة، فهى رياضة وتلك هى كرة القدم، يوم لك ويوم عليك، وقد كانت لنا فى ثلاث دورات متتالية لكأس الأمم، ولا مانع أن تكون علينا فى ثلاث مباريات.. لكن التعلم من الأخطاء ودراستها وعلاجها هو أهم ما يجب أن نخرج به من مباراة قطر.. بعيدا عن تلك الآراء الانطباعية المسطحة والمبررات المثلجة التى ترفع الضغط. كنت متحمسا جدا لفريق مازيمبى، وأحلم بفوزه ببطولة العالم للأندية.. وكان حماسى لأنى رأيته أفضل فريق كرة قدم إفريقى، يلعب بجرأة وحرية واستمتاع. إلا أن الفطرة حين تطغى على الحكمة، يحدث ما حدث فى المباراة النهائية، وهو ما يساوى زيادة الاستعلاء على الحذر، كما حدث فى مباراتنا مع قطر. وقد كان فوز إنتر ميلان مستندا على الواقعية والجدية، دفاع جيدا كى تفوز، وللدفاع أوجه جمال، خاصة حين يكون محكما، وحين يكون قاعدة هذا الدفاع قاعدة هجومية، ولفت الأنظار أن أهداف إنتر ميلان كلها جاءت من عمق دفاع مازيمبى، بينما عجز مهاجمو الفريق الأفريقى عن اختراق دفاع إنتر ميلان.. وهذا هو الفارق بين التطبيق الفاشل لطريقة 4/4/2، وبين التطبيق الرائع لنفس الطريقة، فكيف يكون أحد قلبى الدفاع فى مركز الليبرو بقرار فردى وتكتيكى سريع.. القضية ليست فى طرق اللعب.. وإنما فى البشر الذين يطبقون الطريقة.. هل يملكون قدرات تسمح بالتنفيذ أم لا يملكون.. وأولها هو السرعة، التى تعد أهم مهارات العصر الجديد والكرة الجديدة.. فالكرة الحديثة التى نتحدث عنها منذ 25 عاما باتت قديمة.. أظن ذلك؟! من مازيمبى وإنتر ميلان إلى برشلونة وإسبانيول.. إلى الفريق الساحر فى قمة كاتالونيا.. إلى الفريق الذى سجل 26 هدفا فى خمس مباريات، ويريد أن يؤكد أنه بطل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، فريق تراه يلعب السهل، وحين تحاول القيام بهذا السهل تجده صعبا جدا جدا، فريق يلعب كرة شاملة، بالتمرير وتبادل الكرة. فريق يؤكد أننا الآن فى زمن الكرة الجميل، وأنه ليس صحيحا أن هذا الزمن كان فى القديم.. فريق كله يسجل أهدافا، وكله يتحرك حين يمتلك الكرة، وكله يساند حين يفقد الكرة.. وتزيد المتعة برغبة لاعبى برشلونة فى زيادة عدد الأهداف، وتزيد أكثر باستمرار إسبانيول فى المقاومة، واللعب بجدية حتى النهاية.. فريق برشلونة مجموعة من السحرة يصعب ترويضهم.. كم هى جميلة كرة القدم عندهم؟