الملايين من عشاق سلسلة أفلام الخيال العلمى الشهيرة «هارى بوتر» يعرفون هذه الصورة جيدا، صورة الكتب والجرائد المطبوعة، التى تتحول الصور الثابتة فيها إلى مقاطع فيديو متحركة بين أيدى القارئ، وعلى الرغم من أن هذه الصورة ارتبطت دائما بالخيال الواسع الذى يجعل من المستحيل شيئا من الممكن حدوثه، فإن الخيال بالفعل من الممكن أن يتحول إلى واقع أو هو فى طريقه الآن للتحول إلى حقيقة واقعة بشكل أدق. حيث أعلن مؤخرا مجموعة من الباحثين بجامعة Cincinnati الأمريكية عن نجاحهم فى اكتشاف طريقة لإدخال التيار الكهربى إلى الورق، وهو ما يعنى إمكانية إنتاج أجهزة قراءة إلكترونية رخيصة جدا، وقابلة للتخلص منها بسهولة، ولا يزيد سمكها على سمك ورق الجرائد، والأهم أنها تستطيع أن تعرض مقاطع الفيديو بشكل سهل وواضح، مما يعنى أنه من الممكن أن تقرأ خبرك المفضل فى الجريدة فى السنوات المقبلة مدعوما بمقطع فيديو تطالعه على الجريدة التى بين يديك. وعلق الباحثون على الكشف الأخير قائلين: «لا شىء يبدو أفضل وأسهل من الورق فى القراءة، لذلك فنحن نأمل فى الحصول على شىء يشبه الورق تماما من حيث الشكل والسمك والملمس، ولكنه يعمل فى الوقت نفسه كشاشة لجهاز كمبيوتر من حيث إمكانيته على تخزين البيانات، وهو ما يعنى أن نحصل على منتج جديد رخيص للغاية، وسريع ومريح للغاية أيضا، ويدعم عرض الألوان الكاملة فى مقاطع الفيديو، كما يستطيع المستخدم التخلص منه فى نهاية اليوم أو الأسبوع دون شعور بالخسارة.» أكبر العقبات الحالية والمنافسين أمام الاكتشاف الجديد هى تقنية الحبر الإلكترونى e-ink المستخدمة فى أجهزة القراءة الإلكترونية الموجودة الآن مثل جهاز «كيندل» Kindle من شركة أمازون، إلا أن الباحثين يقولون إن تقنيتهم أسرع وأوضح بكثير من هذه التقنية، وأنها توفر الحركة والألوان الكاملة بشكل لا يستطيع الحبر الإلكترونى التنافس معه، كما أن الأجهزة، التى تحتوى على تقنية الحبر الإلكترونى هى غالية بشكل مبالغ فيه من وجهة نظر الباحثين، وسهلة الكسر فى نفس الوقت، مما يجعلها لا تقارن نهائيا بورق يتخلص منه المستخدمون باستمرار. وحسبما صرح الباحثون فإنه من المتوقع أن تظهر التقنية الجديدة فى شكلها التجارى فى الأسواق الأمريكية ما بين عامى 2015 و2017 حسب تقديرات مختلفة.