صار بوسع رواد "يوتيوب" طلب حذف أشرطة فيديو "تروج للإرهاب" من الموقع، وذلك بناء على طلب من المسؤولين السياسيين الأمريكيين؛ لكنه يطرح جملة من التساؤلات حول تعريف مصطلح "الإرهاب". بعد فترة طويلة من الممانعة، رضخ موقع "يوتيوب" في النهاية، وقرر حذف أشرطة الفيديو التي ينشرها، والتي قد تحمل في طياتها دعاية "للإرهاب"، فمنذ عطلة نهاية الأسبوع الفائت صار بوسع متصفحي الموقع طلب حذف الأشرطة التي تروج "للإرهاب". وحتى وقت قريب كان "يوتيوب" يمتنع عن نشر الأشرطة الجنسية والإباحية، وصور العنف ضد الحيوانات، ودعوات الحقد ضد المعوقين والمثليين جنسيا. أئمة ناطقون باسم القاعدة لكن مسألة الترويج للإرهاب أخذت إحجاما كبيرا خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهت ل"جوجل"، الشركة الأم ل"يوتيوب"، بتوفير واجهة لنشر خطب بعض الأئمة الذين تعتبرهم واشنطن من الناطقين باسم "القاعدة". ومنذ بداية نوفمبر الماضي، أجبر" يوتيوب" على إزالة أشرطة الإمام اليمني المولود في الولاياتالمتحدة أنور العولقي، الذي يدعو فيها إلى الجهاد، وبحسب الحكومة البريطانية فإن خطب الإمام المذكور، الموالي لتنظيم "القاعدة"، باللغة الإنجليزية دفعت بطالبة بريطانية إلى محاولة اغتيال النائب ستيفن تيميس، الذي أيد مشاركة بلاده في حرب العراق، كما أن أحد قياديي "الحزب الديمقراطي" في نيويورك، أنتوني فينر، أسف لقيام شركة أمريكية، والمقصود "جوجل"، بتسهيل عملية استقطاب إرهابيين. إدارة "يوتيوب" تدفع ببراءتها وقد رحَّب المسؤولون السياسيون الأمريكيون بقرار "يوتيوب" في "القبض" على أشرطة الفيديو التي تدعو أو تشجع على الإرهاب، وذهب السناتور المستقل، جو ليبرمان، إلى حد اعتبارها "خطوة أولى على درب القضاء على الدعاية للإرهاب على موقع من أكثر المواقع شعبية على الإنترنت"، ولكنه كان يفضل أن يقوم "يوتيوب" بهذه المهمة، وألا يتركها لرواد موقعه. ولكن إدارة الموقع رفضت بشدة تحمل مسؤولية هذه المهمة المستحيلة؛ حيث يستقبل الموقع 24 ساعة فيديو في كل دقيقة واحدة، يُضاف طبعا تردد الموقع في السابق في حذف هذا النوع من الأشرطة؛ بحجة احترام حرية التعبير. وإن كان من السهل الحكم بموضوعية على الأشرطة الإباحية أو تلك التي تضطهد الحيوانات، فالمسألة أكثر تعقيدا في قضية "الترويج للإرهاب" غير المتفق على تحديده وتفسيره بين جهة وأخرى.