على خلفية تقرير "آنا ليند 2010": المملكة المتحدة تعيد النظر في كيفية التعامل مع قضية العلاقات بين المجتمعات، اختتم بالأمس في لندن منتدى دولي، يتناول السياسات الخاصة بتحسين العلاقات بين الثقافات داخل المجتمعات وعبرها، حيث دعا كبار المعلقين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني إلى أهمية إيجاد نهج جديد لبناء العلاقات بين المجتمعات على الصعيد المحلي والدولي. افتتح المنتدى، الذي عقد تحت عنوان "إعادة النظر في الحوار"، والذي رئسته بريدجيت كنادل من قناة ال"بي بي سي"، بعرض لتقرير "آنا ليند"، والذي يقوم على أساس أول استطلاع للرأي العام، قام به مركز "جالوب" حول القيم بين الثقافات، وشمل 13000 شخص من أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من بين النتائج التي توصل إليها التقرير، هو تسليط الضوء على صراع الجهل بين الأشخاص ذات الخلفيات الثقافية المختلفة، وذلك حينما يتعلق الأمر بفهم القيم المشتركة فيما بينهما، كما يقوم التقرير بتقديم توصيات عملية لتحسين العلاقات الثقافية على المستوى المحلي والدولي. خلال مداخلته، قال أندريه أزولاي، رئيس مؤسسة "آنا ليند" وأحد مؤسسي "تحالف الحضارات" التابع للأمم المتحدة: "لقد كنا جميعا، ولفترة طويلة، رهائن -سواء كمراقبين سلبيين أو كضحايا مأساويين- لأولئك الذين استغلوا ثقافاتنا ومعتقداتنا، ليستخدموها كأدوات لإثارة الارتباك وسوء الفهم. ولكن مع هذا التقرير، يمكن أن تكون الأمور مختلفة. سوف يمكننا التحدث الآن بمزيد من الوضوح مع صانعي السياسات العامة عن التعقيدات السياسية والثقافية، ووضع حد للفكرة الرجعية ل"صدام الحضارات". ويهدف التقرير، والذي شارك فيه خبراء في مجال العلاقات بين الثقافات من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك أكاديميون من جامعة "سيتي" في لندن وجامعة "وستمنستر" في المملكة المتحدة، إلى أن يكون أداة للعمل على مستوى صانعي السياسات، وكذلك في أيدي المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مختلف أنحاء المنطقة الأورومتوسطية. كما قال مايك هاردي، المسؤول عن الأعمال الخاصة بحوار الثقافات في المركز الثقافي البريطاني، وهى مؤسسة بريطانية دولية للعلاقات الثقافية: "إذا كانت قضية التماسك الاجتماعي من أهم قضايا الأمس، فعلينا أن نتحدث عن ما هو اليوم. يجب أن يكون هناك سرد للجوانب الإيجابية لمظاهر التنوع والتعددية في المجتمع. إن قضية التنوع في غاية التعقيد، وتقرير "آنا ليند" يمنحنا في هذا الصدد الكثير من البيانات لتحليل هذه التعقيدات. فعلى النقيض من النظريات السابقة بخصوص صدام الحضارات، ما يوضحه هذا التقرير هو مجرد صدام جهل متبادل بين الشعوب". يعتبر منتدى "إعادة النظر في الحوار"، الذي ينظمه المركز الثقافي البريطاني ومؤسسة "آنا ليند"، جزءا من سلسلة مناظرات وطنية، تقوم مؤسسة "آنا ليند" بتنظيمها عبر المنطقة الأورومتوسطية، وتركز على العمل المشترك؛ من أجل إعادة بناء العلاقات واستعادة الثقة بين الشعوب.