أصدر برنامج مراقبة التغطية الإعلامية للانتخابات البرلمانية 2010، التابع لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، تقريره المرحلي الثاني لنتائج مراقبة الإعلام المصري الخاص والمملوك للدولة، في تعامله مع العملية الانتخابية البرلمانية، من خلال التطبيق على 16 صحيفة يومية وأسبوعية و8 قنوات أرضية وفضائية. اعتبر التقرير أن اهتمام الإعلام بالانتخابات قد زاد، إلا أنه ما زال أقل كثيرا مما كان عليه الحال خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2005، ويبدو ذلك انعكاسا مباشرا للتوجه الرسمي للسلطات في العمل على إبقاء اهتمام الجمهور بالانتخابات والسياسة في أدنى مستوى ممكن. وقد رصد التقرير أهم ملامح التوجه الرسمي الهادف للحد من اهتمام الجمهور بالانتخابات في عدة نقاط، أهمها محدودية المساحة المخصصة لتغطية الانتخابات، وقد احتلت القنوات التليفزيونية الحكومية المرتبة الأولى، وعلى رأسها "النيل للأخبار"، وعلى العكس تم منح مساحات زمنية كبيرة نسبيا لقضايا كوتة المرأة، على حساب القضايا الأخرى؛ لأنها الأقل سخونة سياسيا. بالإضافة إلى عدم استئناف بث القناة البرلمانية، التي قامت خلال انتخابات 2005 لتعريف المواطنين بالمتنافسين الحزبيين والمستقلين، الدور المكارثي الذي تقوم به اللجنة التي شكلها وزير الإعلام في مطاردة التناول النقدي للحزب الوطني الحاكم في القنوات الخاصة، حتى أنها اعتبرت -دون سند من القانون- أن تناول أحد البرامج الحوارية الشهيرة لقائمة مرشحي الحزب الوطني بالنقد، بمثابة تدخل محظور في "الشؤون الداخلية" للحزب. كما استخلص التقرير أن قناة "أون تي في" الخاصة قد أسهمت وحدها بربع المساحة الزمنية التي قدمتها كل القنوات الحكومية والخاصة للانتخابات. فضلا عن أنها كانت الأكثر توازنا في تغطيتها للأحزاب، أما في الصحف فقد كانت جريدة "الشروق" ومن بعدها "المصري اليوم" الأكثر تعبيرا عن التنوع والتوازن في التغطية، كما اعتبر التقرير أن القناتين الأولى والثانية الحكوميتين قد تناولتا أخبار الإخوان بشكل سلبي وبتغطية هامشية تمثل 0.5%. واعتبر التقرير أن انحياز القنوات والصحف المملوكة للدولة سافر، رغم أنها وسائل إعلام ممولة من المال العام. فقد أفردت القناة الأولى 72% من إجمالي تغطيتها للانتخابات للحزب الوطني، وفي القناة الثانية 78%، وفي جريدة الأخبار 75%، وفي جريدة الجمهورية 71%، وفي الأهرام 56%، والأعظم منها بشكل إيجابي، وفي المقابل فإن التغطية النقدية للحزب الوطني قد شهدت تراجعا في كل الصحف من 64% في المرحلة التمهيدية إلى 55%. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر