فى شارع صغير فى منطقة سوق الاثنين بعابدين تتمركز الحاجة سيدة، بين أبنائها، ووسط «تجارتها»: عيش ومحل صغير للبقالة. على مدار عمرها الذى جاوز ال55 عاما، تعاملت سيدة مع أغلب المرشحين فى كل الانتخابات الشعبية فى عابدين، وإلى نفسها تنسب فضل نجاح عدد منهم، وإسقاط آخرين. هى اليوم، تهاجم من كانت معهم بالأمس، والمبرر: لم يكافئوها كما توقعت، ولا خدموا الدائرة كما أرادت. سيدة وزوجها عضوان فى لجنة العشرين بالحزب الوطنى: «أنا بشتغل سياسة من وأنا عندى 9 سنين، أخويا مصطفى محمد أحمد، عضو مجلس محلى، وجبتها له بالتزكية، وكان رشح نفسه للمجمع الانتخابى فى الحزب، بس هما جابوا محسن فوزى، حبيبنا وعشرة عمر، اللى هو تربيته». تعود سيدة بذاكرتها إلى 15 سنة مضت، عندما جاءها رجب هلال حميدة، مرشحا لمجس الشعب: «صعب عليا ونجحناه، كانت الحكومة تيجى تنزله من على المنصة فى المؤتمر، وأنا أقول لرئيس المباحث لا يا باشا والله ما ينزل إلا لما يخلص، كان لسه غلبان، والحكومة بتحبنى موت». الحكومة التى تعنيها الحاجة سيدة، هو قسم الشرطة. تعترف الحاجة سيدة أنها كانت شاهدة على تزوير الانتخابات فى 1990 لإسقاط رجب حميدة وإنجاح سيد شاكر: «نزلنا نعمل فرز فى قسم عابدين، وسيد شاكر قال لى عاوز أشرب شاى حليب من إيدك، طلعت أعمله، ورجعت لقيت صندوق ناقص، وعرفت إنهم سقطوه». فى الانتخابات التالية، كان الموقف مختلفا، حسبما تروى سيدة: «كان رجب نازل إعادة، وكان قاعد فى مكتب محامى كبير هنا، قالوا له جالك تليفون، ولما راح يرد ورجع، ما لقاش شنطة الفلوس، إديت له ألف ونص كانوا معايا فى البيت، وبعت له دهبى كله، كان الجرام ب22 جنيه، وكملت له أربع تلاف، ولما صحى الصبح كان قطة والجماعة واقفين له عشان يقفشوا، وسيد شاكر عارف إن الشنطة اتسرقت ومتوقعين انه مفلس، فلقوا رجب الصبح، بينادى خد يا فلان وخد يا علان، استغربوا جابوا فلوس منين.. آدى الفلوس اللى نجحته». «الحكومة» كان لها دور فى إنجاح حميدة، كما تروى سيدة، ف«فوزى صلاح، رئيس المباحث، قال لى والله هنجحه، وقف معايا وساعد فى نجاح رجب، حافظ على الصناديق، ومخلاش حد يزوّر». لم يدم الرضا بين حميدة وسيدة، فالسيدة التى باعت مصوغاتها لأجله، تقول عنه الآن: «ما تمرشى فيه أى حاجة، لا وظف لنا حد، ولا عمل لنا حاجة، هو بيحب يخدم اللى يشتموه، لكن أنا كنت بصرف على 7 أخوات، لا عمره جهز واحدة ولا جه فرح واحدة منهم، ولا حتى عزّانى فى أختى لما ماتت». صبيحة انعقاد المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى عابدين، منذ نحو الشهر، اقتحم بلطجية بيت الحاجة سيدة، وضربوها وزوجها وابنها بالسنج والمطاوى، وتناثرت الاتهامات حول مسئولية أى من المرشحين حول الجريمة، اتهامات طالت رجب حميدة، وحسين أشرف، مرشح حزب التجمع على مقعد الفئات، وطلعت القواس، ومحسن فوزى، وغيرهم. «اللى عوّرنى ده جدع، وأنا بحبه، وطلعته من القسم بعد ما عملوا له قضية شروع فى قتل، بس أنا بكيت للظابط، وقلت له ده أمه مربيانى يا باشا، عشان أنا عارفة انه بيحبنى وميقصدنيش»، تقول سيدة. عابدين الآن لا تحتاج شيئا، والسبب فى رأى سيدة أن «حسين أشرف منغنغهم بقاله سنة و3 شهور، عامل كروت للناس بخمسين جنيه، والعيان يروح له بتمن الكشف أو الروشتة يدفعها له، وعامل مرتبات من 100 ل400 جنيه، حسب حالة الواحد». حسين أشرف هو الأنسب، فى رأى سيدة لتمثيل عابدين فى البرلمان: «الحكومة تجيب واحد فقير ينهب ليه؟ تجيب غنى يدّى الناس، وإذا كان على طلعت القواس ما هو سقط قبل كده، وكان مرشح حزب وطنى برده». عبدالإله عبدالحميد، مرشح الحزب الوطنى فى انتخابات الشورى الأخيرة خسر المقعد لصالح محسن عطية، مرشح الحزب الناصرى. كانت الحاجة سيدة أحد شهود هذا اليوم: «اللى نجح ده لا عمرنا عرفناه، ولا كان واقف فى اللجنة، جابوه من بيته ونجحوه، كان عبدالإله ناجح وعملنا له هيصة، وفجأة عرفنا انه سقط.. الحكومة ملهاش أمان». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر