فيما يمكن اعتباره تحولا فى إستراتيجية عمل الطرفين ورد فعل حزب الحكومة عليهما، أكد مرشح قبطى لمقعد العمال بدائرة المطرية وعين شمس وجود تنسيق وقنوات اتصال مع مرشح جماعة الإخوان المسلمين للفئات سيد جادالله. التوافق الإخوانى القبطى الذى أكده رجل الأعمال المهندس جورج جميل جورجى، يسعى إلى تخليص الدائرة من حالة الفوضى السياسية، ويضع حدا لنزعات العنف الطائفى المتكررة، مرتكزا على تفعيل دور الكيانات الأهلية وتكريس فكرة وحدة الصف ونشر التسامح والإخاء. وقال جورج، الذى رفض آباء الكنيسة منحه أى وعود من قبل بدعمه: «يمكن لهذا التحالف أن يقضى على ظاهرة التصويت القبلى والذى تمارسه عائلات اتهم بعضها بممارسة أنشطة غير مشروعة، كما أن انهيار الالتزام الحزبى داخل الوطنى بسبب تسمية مرشحين له غير مرغوبين شعبيا، دعم قيام تنسيق بين قوة الأقباط والإخوان الملتزمين». وتابع جورج: «الأمر بات مختلفا بالنسبة لى، وتحول المشهد إلى ما يقرب من اتفاق على أساس الاحترام المتبادل والإصرار على تحريك الكتلة القبطية الصامتة التى تمثل أكثر من 40% من عدد المقيدين بالجداول الانتخابية، إلى جانب قوة تصويتية منظمة لتيار الجماعة». وفيما رفض آباء الكنائس تزكية أى مرشح مستقل أو مرشحى الوطنى، مفضلين ابتعادهم «مؤقتا» عن المعركة، قالت مصادر كنسية ذات صفة قانونية إن الموقف ربما يختلف خلال الساعات المقبلة،ليشهد دعوة كنسية واضحة للأقباط بالخروج إلى الصناديق لاختيار مرشح «مستقل». ورفض سيد جادالله مرشح جماعة الإخوان لمقعد الفئات الحديث عن أى تنسيق واضح للجماعة مع أى مرشح عمال قائلا: «بالتأكيد الجولة الأولى يخوضها كثيرون لتفتيت الأصوات، ونستعد لجولة الإعادة بتحالف مع مرشح ما، ونرحب بالتحالف مع مرشح قبطى عمال محترم حال دخوله جولة الإعادة»، إلا أنه عاد وقال: «نحن نرحب بالتنسيق مع جورج وغيره من مرشحى الأقباط»، موضحا ان التنسيق مع المرشحين خلال الجولة الأولى من الانتخابات «سيقتصر على التكاتف لمواجهة تزوير الانتخابات وحماية الصناديق الانتخابية، أما مرحلة تبادل الأصوات الانتخابية ستأخذ مكانها فى الجولة الثانية»، حسب قوله. ردود أفعال الحزب الوطنى والمستقلين جاءت سريعة تجاه التحالف الجديد، ليجرى تقديم عدد من مرشحى الفئات المعروفين بتوجههم السلفى، وأبرزهم معوض جاد، الذى وضع لافتات ضخمة له بالميادين، تبرز علامة الصلاة على جبينه، إلى جانب خالد الزقلة مرشح العمال المستقل والمعروف بفكره السلفى وانتمائه إلى أسرة إخوانية، ما جعل مراقبون يعتبرون المنافسة السلفية الإخوانية مذهبية دينية أكثر منها سياسية. فى المقابل، كشفت حالة التطابق بين تصميمات لافتات الدعاية الخاصة بمرشح الوطنى عمال ميمى العمدة ومرشح الفئات المستقل المنشق عن الحزب الوطنى كامل صلاح أبوعيدة، عن تحالف جديد ضد ناجح جلال مرشح الحزب المرفوض من قبل أغلب قيادات شياخات المطرية. التحالف ظهر واضحا فى قيام عائلات كبرى بشارع الحرية بتأييد الاثنين معا، قبل أن تحمل سيارات خاصة بالعمدة بوسترات له مع أبو عيدة، وهو التحالف الذى سعى محمد صالح «صفاء» ابن عمة العمدة إلى شقه، بمحاولته تعليق لافتات ذات أوجه متعددة تحمل صوره والعمدة معا، وهو ما رفضه العمدة لتأكده من استحالة تصويت عائلات الدائرة لمرشحين من عائلة واحدة، وهى ذات الأزمة التى تواجه حمدى الكرداسى بعد عودة ابن عمه إمام الكرداسى للمنافسة بحكم قضائى. وقد أثار أبوعيدة قلق المنافسين عندما نظم مؤتمرا احتشد فيه نحو سبعة آلاف مواطن، بسرداق ضخم فى منطقة عرب الحصن بالمطرية وحضر الندوة الكابتن علاء على نجم الزمالك.. والعديد من النجوم والصحفيين والسياسين ونواب مجلسى الشعب والشورى السابقين. وتكلم معظم الحضور الذين أكدوا ان حضور هذا العدد الكبير من الناخبين رسالة إلى الحزب الوطنى الذى استبعد كامل ابوعيدة من المجمع الانتخابى.. رغم حصوله على المركز الاول فى انتخابات المجمع.. وأكد هذا المعنى ايضا مرشح العمال حسن خيرالله عن نفس الدائرة.. والذى كان ترتيبه الثانى فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى.. وتم استبعاده ايضا بنفس الطريقة.. رغم شعبيته وشعبية خيرالله فى الدائرة.. وقال نائب الشورى السابق بالدائرة إن ترشح ابوعيدة ليس معناه مهاجمة الحزب الوطنى.. ولكن حضور هؤلاء الآلاف من ابناء المنطقة هو رسالة احتجاج ليعترف الحزب أنه اخطأ فى الاختيار واستبعاد أهم عناصره. ويقف أغلب المرشحين المستقلين فى حالة ترقب قبل انطلاق السباق الأحد المقبل، ويسبق اليوم الانتخابى تنظيم عائلات التروللى والعزب مؤتمرا حاشدا لتأييد محمد صبيح مرشح الفئات، ويدعم صبيح مرشحون سابقون إلى جانب المنشقين عن الوطنى بمنطقة يوجد بها 29 ألف صوت انتخابى، كما يسعى للتنسيق معه عدد من مرشحى العمال بالدائرة. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر