قال قائد الشرطة المسؤول عن عملية إنقاذ 29 من عمال المناجم المحاصرين تحت الأرض في نيوزيلندا منذ خمسة أيام، اليوم الثلاثاء، إن الوضع أصبح لا يبعث على الأمل في ظل استمرار وجود صعوبات فنية تواجه جهود الإغاثة.ومع تضاؤل الآمال في العثور على الرجال المحاصرين في منجم "بايك ريفر" للفحم أحياء، قال مسؤول الشرطة جاري نولز أمام مؤتمر صحفي في نهاية اليوم إن الوضع "لا يبعث على الأمل - إنه خطير". وأضاف: "ما زلنا نخطط لعملية الإنقاذ، غير أننا ندرك أن احتمالات حدوث ذلك تتضاءل - يتعين علينا أن نكون واضحين بشأن الوضع".وتابع أنه ما زال من الخطر السماح لفريق البحث والإنقاذ المكون من 65 من عمال المناجم الوقوف في وضع الاستعداد خارج المنجم من أجل الدخول والبحث عن زملائهم الذين لم تسمع أنباء عنهم منذ وقوع انفجار غاز يوم الجمعة الماضية. وأضاف أن "مخاطر وقوع انفجار ثانوي حقيقية.. وأننا غير مستعدين لوضع عمال آخرين تحت الأرض للقيام بعملية إنقاذ وتعريض حياتهم للخطر".وعرض الرئيس التنفيذي للمنجم، بيتر ويتول، على أقارب الرجال المفقودين الذين ينتابهم شعورا متزايدا بالإحباط لقطة مدتها 50 ثانية التقطت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للحظة وقوع الانفجار عند مدخل المنجم. وقال ويتول، الذي عرض تلك اللقطة التلفزيونية على الصحفيين لاحقا، إنها تظهر أن الانفجار كان "قويا بشكل كبير واستمر لفترة طويلة - إنه حدث مهم حقا". وكان إنسان آلي مزود بكاميرات، وفره الجيش النيوزيلندي، داخل النفق الرئيسي للمنجم قد تعطل بعد أن أصبح على عمق 500 متر فقط من السطح، كما اضطرت الحفارات التي تعمل على إحداث فتحة للسماح بإدخال كاميرا وجهاز استماع للتوقف عن العمل بعد أن اصطدمت بصخرة صلبة بشكل غير متوقع. وكان ويتول قد أكد في وقت سابق في مؤتمر صحفي استئناف عملية حفر الفتحة، لكن الأمر سيستغرق خمس ساعات أخرى لثقب ال20 مترا الأخيرة من الفتحة التي يبلغ عمقها 162 مترا واتساعها 15 سنتيمترا.ولم يجر أي اتصال مع الرجال المحاصرين منذ الانفجار الذي وقع تحت الأرض في منجم الفحم على الساحل الغربي لجزيرة ساوث آيلاند عصر الجمعة الماضي. من جانبه أكد تريفور واتس المدير العام لمنظمة إنقاذ المناجم في نيوزيلندا في تصريح للصحفيين: "إننا لا نزال في مرحلة الإنقاذ".وكانت السلطات قد ذكرت في وقت سابق أنه لا يمكن المجازفة بعملية إنقاذ في ظل وجود مستويات خطيرة من الغازات السامة ما زالت تشكل تهديدا بحدوث انفجار آخر من شأنه تعريض حياة عمال الإنقاذ للخطر. وأوضح نولز في تصريح لإذاعة نيوزيلندا اليوم الثلاثاء أنه سيتم على الفور عمل اختبار لكميات الغاز التي من الممكن أن تتصاعد من المنجم فور الانتهاء من عمليات الحفر وأنه سيتم إدخال كاميرا ومكبر صوت وجهاز ليزر قادر على تصوير المنطقة. وأشار إلى الجهود الجارية للحصول على أجهزة إنسان آلي من أستراليا والولايات المتحدة للمساعدة في جهود الإنقاذ.