«أنا كنت ماشى فى شارع عباس العقاد وكانت فيه بنت ماشية ورايا وبتعاكسنى» هذه الشكوى التى تلقاها موقع «خريطة التحرش» http://harassmap.org/، كانت الشكوى الذكورية الوحيدة من بين شكاوى التحرش الجنسى التى بدأ الموقع فى تلقيها، منذ انطلاقه فى أول نوفمبر الحالى. إنجى غزلان، اشتركت مع 3 من أصدقائها فى إنشاء الموقع وضم مجموعة من المتطوعين للعمل معهم، وتقول «أطلقنا الموقع التجريبى فى بداية نوفمبر ونستعد لتفعيله أكثر وضم وسائل مختلفة للاتصال بنا فى ديسمبر». ومع قدوم عيد الأضحى، تتذكر إنجى ضاحكة التحرشات الجنسية الجماعية التى تطول الفتيات فى شوارع مصر خاصة وسط البلد والمهندسين «نتوقع استقبال شكاوى أكثر فى العيد»، وتشدد إنجى على مهمة رجال الأمن فى حماية الفتيات والوجود بشكل مكثف فى الشارع لحماية الفتيات من التحرش. إنجى، التى كانت تعمل متطوعة فى حملات مناهضة التحرش الجنسى، توضح كيفية تزويد الموقع بمعلومات عن حوادث التحرش من خلال موقعى توتير، وفيس بوك، «نستعد لتخصيص خط تليفونى أيضا لاستقبال الرسائل القصيرة عليه». وتضيف إنجى «فكرنا فى طريقة للاستفادة من مواقع الانترنت الاجتماعية، وبدأنا فى إنشاء الموقع والاستعداد له منذ عام». اسم الموقع «خريطة التحرش» مرتبط بهدفه فى تحديد أكثر المواقع التى تشهد أحداث التحرش فى مصر، فتتصدر الموقع خريطة تفاعلية لجمهورية مصر العربية بمحافظاتها المختلفة وشوارعها وتظهر عليها نسب الشكاوى وأشكال التحرش. وبحسب انجى فإن أكثر الشكاوى التى وردت إلى الموقع حدثت فى وسط البلد والمهندسين، «ولكن لا يجب أن نأخذ هذه النتيجة على أنها نهائية لأن الموقع لم ينتشر بشكل كبير ولكنه مجرد مؤشر على وجود تحرشات كثيرة فى هذه المناطق». «غيوم فى سماء مصر» تعد من أهم الدراسات التى ترصد ظاهرة التحرش فى مصر، وكان المركز المصرى لحقوق المرأة قد أصدرها عام 2008، وأشارت إلى أن أكثر من 60% من الذكور الذين شملهم البحث مارسوا التحرش الجنسى، وتبين أن نحو 83% من المصريات يتعرضن للتحرش، بينما تواجه الأجنبيات المقيمات فى مصر هذه الظاهرة بأكثر من 90%. ومن بين الشكاوى التى سجلتها فتيات على موقع «خريطة التحرش» شكوى بعنوان «من ميدان سفنكس التحرشات اليومية»، وكتبت صاحبتها أنها تعمل فى إحدى الشركات بميدان سفنكس وتركن سيارتها أسفل كوبرى 15 مايو وتمشى حتى مقر عملها حوالى 100 متر، وتؤكد أنها تتعرض للتحرش حوالى 5 مرات يوميا فى هذه المنطقة، وتقول صاحبة الشكوى إن هذا الوضع جعلها تكره حياتها ولا تقدر على مواصلة عملها»، صعب جدا أن يبدأ يومى وينتهى بالتحرش».