أعلن مسئولون في لوكسمبورج أن الاتحاد الأوروبي وافق على الدفع باتجاه إقامة علاقات أوثق مع مصر حتى في الوقت الذي ظل فيه الأتحاد منقسما بشأن ما إذا كان سيتحرك للتقارب أكثر مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات للصحفيين بعد مباحثات مع نظرائه في الأتحاد الأوروبي إن : "تعزيز العلاقات يعني أنك تعمل مع الاتحاد الأوروبي وتضع العلاقات على مستوى أعلى , وهو الحد الأقصى الذي يمكن الوصول إليه دون الحصول على عضوية". وأضاف : "إنني واثق من أنه في العام المقبل فإننا سنحصل على هذا الاتفاق النهائي بشأن تعزيز العلاقات بين مصر والإتحاد الأوروبي طالما أن هناك التزام من جانبا والتزام الإتحاد الأوروبي للدفع في هذا الاتجاه". وقال نائب وزير خارجية التشيك يان كوهوت الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن : "الاتحاد الأوروبي يدعم الجهود المصرية للعمل على علاقات أوثق , وقرر أن يتخذ خطوة للأمام نحو تعزيز العلاقات مع مصر". ومصر عضو رئيسي في ما يعرف ب"سياسة الجوار للاتحاد الأوروبي وتشارك حاليا في رئاسة الإتحاد من أجل المتوسط الذي تم إطلاقه مؤخرا , وفي عام 2008 طلبت مصر من الاتحاد الأوروبي العمل على تحسين العلاقات الثنائية في مجالات مثل البحث والتنمية والتجارة والإصلاحات الديمقراطية. ووافق الاتحاد بالفعل علي تعزيز علاقاته مع إسرائيل , ولكن هذه العملية تعرضت لانتقادات في أعقاب الهجوم الإسرائيلي علي غزة وسياسة توسيع الاستيطان التي تتبعها الحكومة الجديدة. وقالت بينيتا فيريرو – فالدنر مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية إن الوقت ما زال مبكرا للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي لكي يعمل علي تعزيز روابطه مع إسرائيل. وأضافت : "من ناحية فإن عملية التعزيز تمثل عرضا مازال قائما من ناحية المبدأ ، ولكن لكي يتم تحقيقه نحتاج التأكد من أننا نعمل وفقا لنفس المرجعية ، وبالنسبة للأوروبيين فإن سياق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مازال كما هو : وهو العمل علي إقامة شرق أوسط مزدهر وأمن ويعيش في سلام". وقالت فيريرو- فالدنر إن هذا يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وشرعية تعيش بسلام جنبا إلي جنب مع إسرائيل وعاصمتها القدسالشرقية. وانتقد أبو الغيط موقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة وقال للصحفيين : "إنني لا أعتقد أن حكومة إسرائيل اتخذت أي خطوات إيجابية حتى الآن". لكن موقف فيريرو- فالدنر اصطدم مع الموقف الذي أعربت عنه حكومة التشيك التي تتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي حاليا حيث قال رئيس وزراء التشيك المنصرف ميريك توبولانيك في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" يوم الأحد إنه ينتقد بقوة تصريحات سابقة للمفوضية الأوروبية ووصفها بأنها متعجلة بالفعل. وأضاف توبولانيك إن قرار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل هو : "قرار سياسي يتم اتخاذه من قبل مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي , وإنني ما زلت رئيس المجلس ويجب أن أكون على دراية بشأنه". وردت فيريرو- فالدنر على هجوم رئيس الوزراء التشيكي المنصرف قائلة إن : "توبولانيك لا يعرف قرارات المجلس , يجب أن يقرأ قرارات المجلس". من جانبه قلل وزير خارجية السويد كارل بيلدت الذي من المقرر أن تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو المقبل من أهمية الانقسام العلني بين القيادة التنفيذية والسياسية للاتحاد الأوروبي مؤكدا أن أي خطوة تجاه إسرائيل ستعتمد على الأحداث.