جاءت ترشيحات الحزب الوطنى فى دائرة البساتين «صادمة» لقطاع عريض من الجماهير، وإن كانت متوقعة، واستعد لها المرشحان أنفسهما قبل الإعلان بوقت طويل. والصدمة التى سادت بين أبناء العائلات الكبرى فى البساتين، تحولت إلى سؤال يتردد فى كل أرجاء الدائرة: «هو الحزب مش لاقى من ولاد البساتين فردة واحدة تنفع»، وإن كان السؤال لا يعبر عن سير المعركة الانتخابية المتوقع. فالحزب الذى اختار لمقعد الفئات المهندس أكمل قرطام، (ابن محافظة الشرقية) ربما استند على القبول الذى يحظى به الرجل بين عدد كبير من أبناء العائلات من الذين ساندوه فى معركته السابقة (انتخابات 2005) أمام محمد المرشدى، وكذلك استند الحزب إلى تلك الشعبية التى حازها مرشح العمال حشمت أبوحجر، والذى يؤكد دائما أن جذوره الصعيدية لا تحول دون اعتباره من أبناء البساتين التى ارتبط بها منذ عقود من خلال أعماله ومشروعاته، وهو ما لا يتعارض مع اعتماده كذلك على أصوات أبناء الصعيد فى الدائرة, وتبدو معركة العمال فى دائرة البساتين أكثر سهولة إذا ما قيست بمنافسات الفئات، حيث لا ينافس أبوحجر أيا من (المرشحين التقليديين فى الانتخابات السابقة) وتحديدا من أبناء العائلات فى البساتين، خاصة بعد أن أطاحت المجمعات الانتخابية بعبدالرحمن فتوح، وعلاء محمد حافظ، واللذين شكلا عقبة فى طريق أبوحجر للوصول إلى بطاقة ترشيح الحزب، ولا يبقى أمامه سوى مرشح واحد مستقل (من العائلات) وهو أحمد حسن عطية ويواجه قرطام منافسة شديدة مزدوجة، تتمثل فى الدكتور عبدالفتاح رزق، مسئول لجنة النقابات الفرعية بنقابة الأطباء، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين القوى، الذى كان قاب قوسين من الفوز بالمقعد فى معركة (شعب 2000)، علاوة على الشعبية الجارفة التى يتمتع بها المرشح المستقل عادل عبده مصطفى، الشهير ب«وجيه الجزار». ولا تقتصر خطورة رزق على كونه مرشح الجماعة، وسيطرته على كتلة تصويتية هائلة خرجت لدعمه ومساندته بالآلاف فى آخر مشاركة له فى الانتخابات، وإنما أيضا لكونه من أبناء عائلات البساتين، ويحظى بحب وتقدير على المستوى الشخصى. أما وجيه الجزار، فباتت فرصته الأقرب فى ظل التفاف أبناء العائلات حوله، وخاصة العائلات التى أطيح بأبنائها من المجمعات الانتخابية للوطنى، ويسعى الجزار خلال الفترة الحالية، للاستفادة من حالة الاحتقان التى أصابت قطاعا عريضا من أبناء الدائرة ممن يعتبرون أن إغفال الحزب اختيار مرشح من البساتين «إهانة لا يكون الرد عليها إلا من خلال صندوق الاقتراع»، ولا يخلو الأمر كذلك من رغبة عدد كبير من المستبعدين من «الوطنى» فى إحراج الحزب، وإثبات أنهم كانوا الأفضل، والأقدر على الاحتفاظ بالمقعد، وهو ما يصب فى صالح الجزار. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر