توقعت الدكتورة منار الشوربجي، أستاد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والخبيرة في الشؤون الأمريكية، أن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، التي جرت الأسبوع الماضي، والتي انتزع فيها الجمهوريون الفوز بالأغلبية، قد توثر سلبًا على السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده أعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية برئاسة السفير محمد شاكر، اليوم الأربعاء، لمناقشة وتحليل نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والتي فاز بها الجمهوريون بما يقرب من ستين مقعدًا في مجلس النواب وستة في مجلس الشيوخ ليسيطروا على الأغلبية في الكونجرس. واستبعدت الخبيرة حدوث أي تقدم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في ظل تركيبة الكونجرس الجديدة التي لن تسمح باتخاذ مواقف أكثر جراءة، وخاصة في ظل وجود رئيسة للجنة العلاقات الخارجية "صهيونية"، والتي كانت من بين الذين يؤيدون شن حرب ضد إيران. وقالت إن السياسة الخارجية الأمريكية لن تكون ضمن أولويات إدارة أوباما خلال الفترة القادمة المتبقية للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض باستثناء ملفي العراق وأفغانستان. وأكدت الدكتورة منار الشوربجى على أن هزيمة حزب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هذه الانتخابات من شأنها أن تقيد حركة الديمقراطيين في الكونجرس. وقالت إن الهزيمة كانت "مدوية" بالرغم من أنه في الانتخابات النصفية للكونجرس غالبًا ما يخسر حزب الرئيس، ولكن القضية تتوقف على حجم الخسارة، وهناك حالات خسر فيها حزب الرئيس الأمريكي، ومع ذلك تم انتخابه مرة أخرى، مؤكدة أن الأمر يتوقف على إستراتيجية الرئيس "أوباما" خلال العامين القادمين المتبقيين من فترة ولايته. وأوضحت أن أوباما على الرغم من نجاحه فى إنجاز أمور مهمة فإنه عجز عن التواصل الشعبي فتولاه "خصومه" الذين وظفوا هذا الأمر لصالحهم فحققوا النصر، مضيفة إلى أن أوباما الذي وصل إلى الحكم محمولا على أكتاف حركة سياسية واسعة لم يفلح في الاحتفاظ بالزخم الشعبي الذي كان يحيط به. وقالت إن أوباما لم يستثمر المقومات التي دخل بها إلى البيت الأبيض لصالحه، كما أنه لم يقدم برامج جريئة باستخدام ملكاته الكاريزيمية لإقناع الأمريكيين بتوجهاته، بالإضافة إلى أنه تخلى عن القوى التى كانت تحيط به خلال الحملة الانتخابية الرئاسية من الديمقراطيين، ولكنه على العكس أحاط نفسه بمساعدين من مجموعة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، مما أغضب القوى المساندة له، وبالتالي خسر الديمقراطيين، ولم يكسب ثقة الجمهوريين في ذات الوقت. وأوضحت أنه على الرئيس الأمريكي أن يتبنى إستراتيجية جديدة لإعادة أنصاره، ولكن المؤشرات تسير إلى عكس الاتجاه.. مشيرًا الى أنه يجب على أوباما قراءة النتائج بشكل دقيق. ومن جانبه أكد السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الإنجازات التي تتحقق فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية لم تكن أبدا المجال الذي يحقق به الرئيس الأمريكي فوزه في أي انتخابات، ولكن الأهم هو الشأن الداخلي. وتوقع شاكر ألا يحقق الرئيس أوباما أي تقدم فيما يتعلق بالشؤون الخارجية خاصة بالنسبة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط، وحتى إذا تحقق دلك فلن يضمن له البقاء فى البيت الأبيض لفترة رئاسية أخرى. كما أكد السفير السيد شلبي، المدير التنفيدى للمجلس، أن أهمية التركيز على الوضع الجديد للكونجرس وتعامله مع القضية الرئيسية بالنسبة إلى العرب، وهي الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقعًا أنه في ظل الظروف الجديدة لن يستطيع أوباما أن يمارس أي ضغط على إسرائيل. كما أجمع أعضاء المجلس على أن أوباما لو استطاع أن يقنع الشعب بأنه يعمل لصالح أغلبية الأمريكيين، وأن الجمهوريين هم الذين يعرقلون تنفيد السياسات ذات الأولوية بالنسبة له، سينجح في تولي فترة رئاسية ثانية.