أثار تعهد باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، اليوم الأربعاء ببذل قصارى جهده لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، الشكوك في القاهرة التي دعا منها العام الماضي إلى بداية جديدة في الشرق الأوسط بعد سنوات من انعدام الثقة. وفي زيارة لاندونيسيا أكبر -الدول الإسلامية تعدادًا للسكان- أقر أوباما بالحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي. وبعد 17 شهرًا من خطاب أوباما في جامعة القاهرة ما زال تنظيم القاعدة يهدد الغرب، وما زالت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متعثرة بسبب قضية الاستيطان في الضفة الغربية، وما زالت القوات الأمريكية موجودة في العراق وأفغانستان. ويعتقد كثيرون في الشرق الأوسط أن تحالف واشنطن الوثيق مع إسرائيل يجعل من المستحيل إنهاء معاناة الفلسطينيين؛ مما يغذي مشاعر السخرية بين العرب المسلمين تجاه نوايا الولاياتالمتحدة بالمنطقة. وقال محمد عبد العال، وهو موظف متقاعد بالقاهرة: "كلها خطب في النهاية؛ نفس السياسة الأمريكية والسياسة اليهودية مستمرة.. لهذا لم يترجم أي شيء منذ خطاب أوباما في القاهرة إلى أفعال مع الدول العربية". واقتبس أوباما آيات من القرآن في خطابه الذي ألقاه في يونيو 2009 في أكبر مدينة عربية من حيث عدد السكان، في حين سعى إلى إظهار المبادئ المشتركة بين الثقافة الغربية والإسلام، وأن إذكاء الخلافات يفيد المتشددين الإسلاميين. وفي جاكرتا كرر أوباما اليوم قوله: إن أمريكا ليست في حرب مع الإسلام، وأكد أنه مصمم على تحقيق الأمن لأفغانستان، وأضاف أنه لن يألو جهدًا لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال حاتم خليل المحامي بالقاهرة: "أنا شخصيا كانت عندي توقعات كبيرة بالتغيير"، بعد خطاب عام 2009 . وأضاف: "من الجهل الاعتقاد بأن أوباما سيحل القضية الفلسطينية. وأوافق أيضا على أنه إذا سحبت الولاياتالمتحدة كل جيشها من العراق في مرحلة واحدة ستنهار البلاد، لكنني أعتقد أنه في حالة مصر هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد". وأكد خطاب أوباما في جاكرتا على الديمقراطية وتقدم أندونيسيا في تضييق هوة الخلافات العرقية والدينية، لكن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال: إن الدول العربية حادت عن الإصلاح الديمقراطي منذ عهد إدارة جورج بوش الرئيس السابق. وقال نافعة: إن أوباما لم يتطرق إلى سجل الحكومات العربية مؤخرًا فيما يتعلق بالإصلاح السياسي على الرغم من أن تصريحاته المتفائلة بشأن ديمقراطية أندونيسيا اعتبرت إشارة مبطنة للدول الإسلامية الاستبدادية كي تحاكي الدولة الآسيوية. وفي مصر لا يزال قانون الطوارئ المفروض منذ عقود مطبقًا، وتقول جماعات معارضة إنها مكبلة وأنشطتها مقيدة. ولم يعلن الرئيس حسني مبارك (82 عامًا) عن ما إذا كان سيرشح نفسه لولاية سادسة مدتها 6 أعوام العام القادم. وقال نافعة: "نعلم منذ فترة أن أوباما لا يريد الضغط على الدول الصديقة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط". وأضاف: "لأنه يدرك تمامًا أن له مصالح اقتصادية وسياسية معها، وأن الضغط عليها لن يؤدي إلى أي نتيجة، كما فشل الضغط السابق من جورج بوش، الرئيس السابق، في إحداث أي تغيير".