سعى أكبر مسؤولين في شركة أوراسكوم تليكوم المصرية اليوم الثلاثاء، إلى طمأنة السوق بشأن فرص نجاح صفقة اندماج مع فيمبلكوم الروسية، وقالا إن مشاكل أوراسكوم مع الجزائر لن تؤثر على الصفقة. وقال نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة الشركة على هامش مؤتمر بدبي اليوم، إن صفقة فيمبلكوم ستتم بأي حال وأن شركته ستلجأ إلى التحكيم ما لم تتلق دعوة لمفاوضات مع الجزائر. وكانت مصادر مصرفية جزائرية ذكرت أمس الاثنين أن الحكومة الجزائرية تحدثت بشكل غير رسمي عن أنها ستدفع حوالي 2.5 مليار دولار مقابل وحدة أوراسكوم تليكوم بالجزائر (جازي) في حين أشار ساويرس اليوم إلى عرض سابق قيمته 7.8 مليار دولار لشراء جازي من مجموعة إم.تي.إن الجنوب إفريقية. وقال ساويرس في تصريحاته بدبي اليوم إن السعر الصحيح لجازي يتجاوز 7.8 مليار دولار. ومن جانبه، قال خالد بشارة العضو المنتدب لشركة أوراسكوم في تصريحات لقناة سي.ان.بي.سي العربية اليوم "مشكلة الجزائر لن تؤثر على صفقة الاندماج مع فيمبلكوم الروسية خاصة وإنها لا تمثل أكثر من 6 إلى 7% من صفقة الاندماج." وقال ساويرس في حديث لنفس القناة "حق الشفعة الجزائري ينص على شراء وحدة جازي بسعر يزيد 10% عن عروض الشراء." وتأتي تصريحات ساويرس بعد أن نقلت عنه صحيفة داجنز نايرينسليف النرويجية يوم الأحد قوله إن "فرص إتمام اندماج بقيمة 6.6 مليار دولار بين شركته أوراسكوم تليكوم ومشغل الهاتف المحمول الروسي فيمبلكوم هي 50% في أفضل الأحوال." ونقلت الصحيفة عن الملياردير المصري قوله إن شركة تلينور النرويجية التي تملك نحو 40% من فيمبلكوم "غير متحمسة" للمضي قدما في الاندماج الذي يواجه عقبات في الجزائر ومشاكل تنظيمية في دول أخرى. وكانت تلينور قد عبرت أكثر من مرة عن شكوكها بشأن التوصل لاتفاق مع أوراسكوم. وقال ساويرس "الآن أشك في أن يسفر الاندماج عن أي شيء. تلينور غير متحمسة حسبما أرى. توجد فرصة 50% في أفضل الأحوال لأن يتمخض الأمر عن أي شيء." ودفعت تلك التصريحات سهم أوراسكوم تليكوم إلى المزيد من الهبوط لتصل خسائره بالبورصة المصرية منذ يوم الأحد إلى 3.3% مع اهتزاز ثقة السوق بشأن الصفقة. وقال مصطفى بدرة العضو المنتدب لإدارة المحافظ المالية بشركة ثمار لتداول الأوراق المالية "أصبح لدى المستثمرين حالة من عدم المصداقية للتصريحات المتناثرة من جميع أنحاء العالم حول أوراسكوم. الإقبال على السهم توقف بالفعل. لا توجد أي أخبار إيجابية تؤثر عليه بالصعود." ومع تضارب التصريحات بشأن الصفقة منذ الإعلان عنها في الرابع من أكتوبر هوى السهم بنحو 30% حتى نهاية جلسة اليوم الثلاثاء ليغلق على 4.21 جنيه. وأثارت الخسائر الحادة للسهم استياء المستثمرين مما دفع بعضهم إلى التوجه إلى سفارة الجزائر في القاهرة برسالة يطلبون فيها من الرئيس الجزائري "حل المشكلة مع أوراسكوم بهدوء وبدون ظلم". وقال بشارة اليوم في تصريحاته التلفزيونية "الصفقة تسير على الطريق الصحيح وإتمامها يتوقف على توصل المساهمين الرئيسيين لاتفاق نهائي." وتابع "تلينور النرويجية أعلنت أمس أنها ستصوت لصالح الصفقة إذا اجتمعت كافة الشروط." وقال مصرفي في لندن يقدم المشورة لشركات الاتصالات، إن هناك خطر حقيقي من فشل هذا الاتفاق. النرويجيون (شركة تلينور) غير متحمسين له واعتقد أنهم يبحثون عن أسباب لعدم دعمه. وأضاف "في الوقت نفسه الحكومة الجزائرية تماطل في تعيين مستشارين للمحادثات بشأن جازي. نجيب يتعرض لضغط من الجانبين." ويقول محللون إن ساويرس ربما يفكر في بيع أصول أوراسكوم تدريجيا إذا انهارت المحادثات ولم يجر التوصل إلى حل تقبله الجزائر. وقال عمر الألفي المحلل في بنك سي.آي كابيتال الاستثماري، "سيبدأ العد التنازلي خلال فترة تتراوح بين عام ونصف العام إلى عامين عندما تستحق كثير من ديون (ساويرس) في 2013." وشركة الهاتف المحمول الإيطالية (ويند) التي تملك 51% من أوراسكوم تليكوم وهي أيضا جزء من الاتفاق المقترح مع فيمبلكوم بصدد إصدار سندات بقيمة 3.4 مليار يورو لإعادة تمويل ديون قائمة. وينوء كاهل ويند وحدها بديون تقارب 16 مليار دولار طبقا لبيانات تومسون رويترز. وأعلن ساويرس أمس الاثنين أنه وجه خطابا إلى الحكومة الجزائرية بأن شركته قد تلجأ إلى التحكيم الدولي لفض نزاع بشأن وحدتها الجزائرية جازي. وقال حسام أبو شملة رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الأوراق المالية "الوقت ليس في صالح أوراسكوم تليكوم. كان يفترض اللجوء للتحكيم الدولي منذ بداية الأزمة وليس الآن." ولكن الألفي قال "التحكيم الدولي كان متوقعا عاجلا أم آجلا." وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "من الطبيعي اللجوء إلى التحكيم الدولي ولكنه سيخلق ثلاث مشاكل وهي طول فترة التحكيم واشتراط موافقة الطرفين وحتى لو فازت أوراسكوم بالتحكيم سيتعارض القرار مع شرط سيادة دولة الجزائر على أراضيها." وتوقع أن "تتنازل الأطراف الثلاثة في الصفقة ويذر وفيمبلكوم وتلينور النرويجية عن جزء من مكاسبها السابقة عند توقيع الاتفاق وإعادة صياغة الاتفاق من جديد مع قبول مخاطرة عدم وجود جازي ضمن أصول الصفقة." وأعلنت شركة فيمبلكوم الروسية للاتصالات في الرابع من أكتوبر أنها ستتحالف مع شركة ويذر انفتسمنتس لإقامة أكبر خامس شركة اتصالات في العالم في صفقة تصل قيمتها إلى 6.6 مليار دولار وعند إتمام الصفقة ستملك فيمبلكوم من خلال ويذر 51.7% في أوراسكوم تليكوم.