تظل المطربة غادة رجب حالة غنائية خاصة جدا. لذلك فهى عندما تختفى فى كثير من الأحيان عن الوجود الفنى والإعلامى تجدها تطل علينا من نافذة الغناء الجاد على اعتبار أنها أحد أهم الأصوات الموجودة ولا يستطيع أحد أن ينكر وجودها أو تأثيرها عندما يتطرق الحديث إلى منطقة الأصوات الجادة التى تحترم موهبتها، ولا تحاول أن تنتفض منها بغناء أى عمل دون المستوى. خاصة أن هناك أصواتا مهمة كثيرة جرفها تيار الغناء الهابط رغبة منهم فى مزيد من الانتشار، لكن غادة دائما تقول أنا متصالحة مع نفسى وراضية بما وصلت إليه، حتى عندما نعاتبها على قلة الوجود والذى كشفت لنا فى هذا الحوار أن أحد أسبابه هو الإعلام الذى لا يتذكرها كثيرا رغم أن هناك العديد من المناسبات التى تشارك فيها على مدار العام خارج مصر. مؤخرا شاركت غادة فى حفلين بالأوبرا المصرية بالقاهرةوالإسكندرية وتستعد لعمل مع المطرب والملحن الكبير كاظم الساهر. ● فى البداية سألتها أين أنت؟ هل هناك أزمة تحجبك عن الظهور؟ قالت لا أعانى من أى أزمات، ولا يوجد لدى أى مشكلات وأنا راضية تماما عما وصلت إليه وما أقدمه. ● إذن لماذا لا نراك بالقدر الذى يتناسب مع حجم موهبتك؟ على مستوى الحفلات أنا موجودة خارج وداخل مصر. حيث شاركت فى حفلات فى دبى وأبوظبى، ولبنان، والأردن. مؤخرا شاركت فى حفلين بالأوبرا المصرية ضمن مهرجان الموسيقى العربية ال19 الذى تنتهى فاعلياته اليوم. وأنا عندى «حسبة فى دماغى» تجعلنى لا أظهر إلا فى المكان الذى يقدرنى. ● هل أنت مقصرة فى حق نفسك إعلاميا بدليل أننا لا نعلم الكثير عن هذه الحفلات اللهم إلا حفلى الأوبرا؟ أنا شغلتى الغناء، والحمد لله أعمل جاهدة فى هذا الإطار لكننى أرى أن المشكلة فى الإعلام، لأننى أشعر بقدر من التجاهل لا أعرف سببه. ● ما الذى يجعلك تشعرين بهذا؟ أولا حتى عندما تذكر بعض أسماء المطربين فى أى مناسبة لا يذكر اسمى. وأنا لن أجرى وراء البعض أو أطرق الأبواب لكى يتحدثوا عنى. ● ربما يكون الوصول إليك شيئا صعبا بالنسبة للإعلاميين؟ من قال هذا. أنا موجودة وإذا لم يجدونى على تليفونى الخاص فهناك باب المايسترو رضا رجب وأى إنسان يستطيع أن يصل إلىّ من خلاله أو من خلال تليفون البيت. ● يبدو أن هناك بالفعل مشكلة حقيقية مع الإعلام؟ ليس كل الإعلاميين، لكن هناك معاناة أشعر بها. وإليك هذه القصة بعد كل حفل أشارك فيه فى الخارج أعود ومعى شريط خاص بها حاولت كثيرا أن أعرضه من خلال التليفزيون المصرى، وعجزت رغم أننى تحدثت مع أحد المعدين فى أحد البرامج، ولم أفلح، ثم اتصلت بمقدم البرنامج شخصيا ولم يتغير الموقف. فما المطلوب منى أكثر من ذلك. ● على صعيد الإنتاج منذ خروجك من روتانا وأنت بعيدة عن الكاسيت؟ بالفعل هذه أزمة لكن عندما تتحدث عن عدد الشركات الموجودة فى مصر هما شركتان فقط إلى جانب روتانا وهناك عروض بالفعل وصلتنى وفى القريب العاجل سوف أقرر لأى شركة سوف أنضم. ● لكن تفكيرك فى العروض استغرق وقتا طويلا؟ هذا صحيح لأننى بعد روتانا أصابتنى عقدة حقيقية من التوقيع لأى شركة إنتاج. ● ماذا تقصدين «بعقدة»؟ أقصد أننى متخوفة طوال الوقت من أى عقد. لأنى عشت مأساة فى روتانا، وشعرت ب«خنقة» شديدة لأنها تجربة مؤلمة على الرغم من أننى احتفظ بعلاقة طيبة معهم ولم يصل الأمر لمرحلة العداء المتبادل. ● وما هى مشكلتك معهم؟ أولا عدم وجود شخص معين تستطيع أن تلجأ إليه عند وجود مشكلة أو أزمة وإذا وصلت لأحد الموظفين يطلب منك الانتظار لحين استشارة أحد الموظفين، وفى النهاية لا يصلك الرد. ثانيا خلال ألبومى معهم طرح كاسيت فقط، ولم يطرح C.D وتم تصوير أغنية واحدة بعد طرح الألبوم بشهر والأغنية الثانية «أوقات بحن»، صوّرتها على نفقتى الخاصة. والغريب أننى أهديتها إلى قنوات كثيرة من بينها قناة روتانا وهى الوحيدة التى لم تعرضها. ● لماذا لم تفكرى فى الإنتاج لنفسك؟ الإنتاج الآن مخاطرة كبيرة. ممكن أنتج أغنية واحدة لكن ألبوم كامل صعب. لأننا فى الماضى كنا نعرض الأغانى المصورة بدون مقابل. الآن القنوات الخاصة بالأغانى تفرض تسعيرة إذا أردت أن تعرض أى أغنية بانتظام، وكذلك الإذاعات الخاصة. وهو أمر مرهق ماديا لأى مطرب. ● هناك أصوات جادة لجأت إلى الأغنية الخفيفة لتحقيق مزيد من النجاح الجماهيرى هل أنت مع هذه الفكرة؟ ولما لا فالغناء الخفيف لا يعيب الفنان. وأنا مع هذا الاتجاه. ● أقصد بالأغنية الخفيفة السطحية فى الغناء؟ أولا أنا لا أغنى أى عمل سطحى. لكن إذا كانت خفيفة وتحمل مضمونا ليه لأ. ● الغناء الجاد فى رأيك يضر الصوت من حيث مساحة الانتشار؟ لا أعتقد هذا وكل صوت عليه أن يختار ما يناسبه والدليل أننى عندما اختفى أحيانا وأعود أجد مكانى محجوزا وكأننى لم ابتعد على الاطلاق. والدليل أننى قبل مشاركتى فى حفل ليالى التليفزيون مع كاظم الساهر كضيفة كنت بعيدة وعدت من هذا الحفل وكلى سعادة لأننى شعرت أن مكانى موجود، ولم يتأثر. ● تجربتك مع كاظم الساهر فى «لماذا» و«أبعد عنى» لم تتكرر لماذا؟ فى الطريق مشروع جديد نعد له حاليا وأتمناه أن يكون مختلفا عما قدمناه لأننى أبحث دائما عن حاجة مختلفة تدفعنى إلى منطقة جديدة من النجاح. ● لك تجربة مع الغناء اللبنانى؟ هذا صحيح لكنها لم تطرح بعد وربما تكون ضمن ألبومى المقبل. ● الغناء بغير اللهجة المصرية كيف ترينه؟ لا يوجد لدى أزمة فى الغناء بأى لهجة لأننى مطربة وسبق لى الغناء بالخليجى، والتونسى، والليبى؟ ● ولك تجربة بالغناء التركى كيف كانت؟ هذا صحيح بعد مشاركتى بالغناء فى افتتاح قناة T.R.T الناطقة بالعربية عرض على تقديم برنامج غنائى مع المذيع سلامة شاهين، وهو تركى له أصول عربية. وخلال هذا البرنامج غنيت أعمالى الخاصة، وأعمالا لكبار المطربين وغنيت بالتركية أيضا. ● وهل انت تجيدين هذه اللغة؟ - لا. لكننى كنت أركز جدا لالتقاط الكلمات، وكان الدافع فى هذا حبى أولا للموسيقى، والغناء التركى وثانيا عشقى للمسلسلات التركية خاصة مسلسل «سنوات الضياع» وبالفعل استطعت أن أحفظ أغنية هذا المسلسل وأغنيها. ● وكم استغرقت هذه التجربة؟ نحو شهرين. والحمد لله أعتبرها من التجارب الناجحة فى حياتى. ● فى حفلك الأخير بأوبرا القاهرة قمت بالغناء لفيروز، ووردة ووديع الصافى وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، ولم تغنى لنجاة إلا بناء على طلب الجماهير وميرفت أمين أغنية «عيون القلب» فهل هذا هروب من عباءة نجاة؟ هذا الأمر لم يكن مقصودا كما أننى لا أحسب على أى عباءة. كل ما فى الأمر أننى أردت التجديد فقط وتقديم أغان لم أقدمها من قبل. فمثلا أغنية «من حبى ليك يا جارى» للسيدة حورية حسن، كان نفسى أغنيها من زمان وفى كل مرة تؤجل. وبالتالى قدمتها فى حفلى الأخير. وحفل الإسكندرية الذى أقيم مساء الجمعة الماضية ضمن ليالى المهرجان هناك. طلبوا منى أداء أغنية «أهوده اللى صار» وأديتها رغم عدم قيامى ببروفات. ● قدمت لوديع الصافى «على رمش عيونها» رغم أن البعض يرى أنها تصلح أكثر للأصوات الرجالى؟ هذه الأغنية قامت بغنائها من قبل السيدة وردة. لكن ربما لأن أكثرية من قاموا بغنائها من الرجال فالبعض يراها كذلك. ● الغناء لفيروز يعد مغامرة لأى مطربة هل تخوفت من ذلك؟ فى كل حفل أقدمه أحاول تقديم عمل للسيدة فيروز. وفى الحفل الأخير قدمت ثلاث أغان منها أعنية «وينن» لأول مرة على المسرح وهى أغنية صعبة بالفعل. وأعلم حجم المخاطرة عند الغناء لفيروز لانها ذات تجربة فريدة فى الغناء، وبالتالى أحاول قدر الامكان دراستها حتى تخرج للناس بشكل جيد. ● كيف استقبلت خبر أزمة فيروز الأخيرة؟ باندهاش. لان هذه السيدة هرم كبير. ولا يمكن لأحد أن يحجر على صوتها. وكنت سعيدة بحفلها الأخير لكننى للأسف لم أستطع حضوره. لكن بطبيعة الحال تظل فيروز بتجربتها مع الرحبانية مدرسة نتعلم منها الغناء. ● الفترة المقبلة فِيمَ تفكر غادة رجب؟ أفكر فى تقديم أعمال مختلفة عما قدمته وسأبدأ بتجربتى الجديدة مع المطرب الكبير كاظم الساهر. إلى جانب قيامى بالمشاركة فى مجموعة حفلات خارج مصر أتمنى أن تكون ناجحة.