أبرزت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الاثنين، تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الولاياتالمتحدة ستدعم إضافة الهند كعضو دائم في مجلس أمن موسع بالأممالمتحدة، وهو دعم قوي لتطلعات الهند العالمية المتنامية. وأشارت الصحيفة، في موقعها الإلكتروني على الإنترنت، إلى أن تصريحات أوباما جاءت فى آخر يوم من زيارته الحالية للهند، خلال خطاب له أمام البرلمان الهندي، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعميق علاقاتها الاقتصادية والدفاعية مع أكبر ديمقراطية في العالم. وقد قامت الهند بحملة قوية سعيًا للحصول على مقعد في الأممالمتحدة، وهو ما كان موضوعًا مطروحًا منذ مدة طويلة على طاولة النقاش في إطار الدفء الذي يسود علاقات الهند والولايات. وقال أوباما في خطابه: "اسمحوا لي أن أقول بوضوح بقدر ما أستطيع: الولاياتالمتحدة ترحب بالهند، ليس فقط كقوة عالمية، بل إنها تؤيدها بحماس، وعملنا معها للمساعدة على جعل هذا الأمر حقيقة واقعة". وأضاف أوباما: "إننا نحيّي تاريخ الهند الطويل كمساهم رائد في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام.. وإننا نرحب بالهند وهي تستعد للجلوس في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وكانت اليابان هي الدولة الوحيدة الأخرى التى أيد أوباما حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن، الذي يشهد توسيعه معارضة شديدة من قبل الدول الرئيسية الأخرى، وسوف تواجه الهند تحديًا خاصًّا في كسب تأييد الصين كعضو دائم فى مجلس الأمن، حيث إن الهند تمثل منافسًا اقتصاديًا لها. ويقول الرافضون لمنح الهند مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن: إن الهند تمثل أحد منتهكي العديد من قرارات الأممالمتحدة، وبخاصة فيما يتعلق بجهودها لقمع الاضطرابات في المنطقة التي مزقتها الحرب فى مقاطعة كشمير بجبال الهيمالايا، وهي منطقة ذات أغلبية مسلمة، وتمثل نقطة توتر شديد بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، وقد قتلت قوات الأمن الهندية هذا الصيف أكثر من 100 من الشباب الذين يقومون بإلقاء الحجارة في كشمير. وقال تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية: إن الهند تصنف أسوأ من باكستان بكثير بشأن قضايا المساواة بين الجنسين، فيما يخص معدل وفيات الأمهات والتعليم والتغذية. وترى الهند، التي تم انتخابها قبل بضعة أسابيع واحدة من 10 أعضاء غير دائمين بمجلس الأمن، أن الحصول على مقعد دائم يعتبر شرفًا واعترافًا بالقوة التى اكتسبتها كأمه. وأشاد مذيع هندي بتأييد أوباما للهند فى هذا الصدد باعتباره "تحية إلى 1.2 مليار نسمة"، بينما اعتبره آخرون أنها نقطة مضيئة يختتم بها أوباما يومه الثالث والأخير من زيارته للهند. من جانبه، قال سريناث راجافان، زميل مركز نيودلهي للأبحاث السياسية: "موقف الهند هو أن لا تطلب هذا قبل أوانه، وأننا نطلبه في هذا الوقت بعدما أصبح غير قابل للجدل إلى حد ما"، وأضاف "أن السمة الرئيسية للقوة العظمى ليس القوة العسكرية أو الاقتصادية فقط، ولكن القدرة على تحديد جدول أعمال السياسة الدولية، ومجلس الأمن لديه قدر كبير من السيطرة على ذلك".