فى الوقت الذى اتفق فيه معلمون وتلاميذ على أن الرسم موهبة، لا ينبغى إضافتها للمجموع الكلى للدرجات فى الشهادة الاعدادية كما قرر وزير التربية والتعليم د. أحمد زكى بدر لأول مرة هذا العام، تباينت الآراء حول تأثير هذا القرار على مكانة هذه المادة وعلى أهميتها كمادة للارتقاء بالحس الفنى، وللتخلص من المشاعر السلبية، ولالتقاط الانفاس بين الحصص. محمد مصطفى الطالب بالصف الثالث الاعدادى بإحدى المدارس الخاصة بمدينة نصر أبدى ارتياحه لعدم إضافة درجات مادة التربية الفنية للمجموع، قائلا «دى بتبقى مواهب وأنا ما بأعرفش أرسم أوى، وعشان كده كويس إنها اتشالت من المجموع، لكن المشكلة أن حصص الرسم مابقتش منتظمة فى الجدول، وأنا كنت بحب الحصص دى، لأنها تغيير بين الحصص الصعبة». واتفقت معه مريهان أحمد بمدرسة الهرم الإعدادية بنات، لأنها لا تجيد الرسم من الأساس، ورغم أن والدتها مدرسة تربية فنية وحاولت تدريبها عدة مرات على الرسم، لكنها فشلت فى أن تتعلم الرسم، معتبرة أنه (موهبة)، يمكن أن يتدرب عليها الطلاب الموهوبون فيها فقط كنشاط، ولا تكون مادة إجبارية تقرر على الجميع. فى حين قالت زميلتها نوران أحمد إنه رغم حبها للرسم وإجادتها له بطريقة يشيد بها الجميع سواء فى المدرسة أو المنزل، إلا أنها «مادة غير مضمونة» لأنها لا تستطيع أن تحصل على الدرجة النهائية فيها، بل كانت تحصل على ثلاثة أرباع الدرجة فقط، ولا يمكنها التظلم فى هذه الحالة، لأن الدرجة مرهونة بتقدير المعلم وليس معايير واضحة للطالب. وتقول فاطمة أحمد مدرسة التربية الفنية بإحدى المدارس الخاصة بالقاهرة إن عدم احتساب درجات التربية الفنية ضمن المجموع الكلى للطلاب يعتبر أمرا عادلا لأن جميع الطلاب ليست لديهم موهبة الرسم، مستدركة بأن لهذا القرار تبعات سلبية تكمن فى اهمال هذه المادة سواء من جانب المدرسة أو الطلاب أنفسهم، والمفروض أن يتم الاهتمام بها فى الحالتين، لأنها تنمى الحس الفنى لدى الطلاب، والمعرفة الفنية الثقافية التى يجب أن تتوافر لدى التلاميذ. ووصفت هبة على، مدرسة التربية الفنية، القرار بالكارثة، لأن التلاميذ تقبل على تعلم وممارسة الرسم خلال المرحلة الابتدائية، ويقل هذا الاقبال خلال المرحلة الاعدادية بسبب ضعف الامكانات بأغلب المدارس، فلا يتوافر الصلصال أوالألوان المختلفة، لكننا كنا نتغلب على ذلك بأشكال كثيرة منها الاستعانة بالمتوافر من الخامات البيئية، ولكن بعد هذا القرار سيتخلى التلاميذ تماما عن الرغبة فى الاستمرار فى التواصل مع هذه المادة، بالإضافة إلى أن المدارس ستهمل بصورة أكبر إتاحة الإمكانات الفنية لتدريب التلاميذ على ممارسة الفن بجميع أشكاله، وهو كارثة لأن الانشطة الفنية والموسيقية والمسرحية وغيرها المفروض أن تساهم فى التقليل من المشاعر السلبية لدى التلاميذ مما سيزيد من معدلات العنف بالمدارس، وسيقلل أيضا من الإقبال فيما بعد على الدراسة بكليات الفنون الجميلة والتربية الفنية. وقالت الدكتورة آمال حمدى أستاذة التربية الفنية بجامعة المنيا إنها مع رأى الوزير بأن درجات المادة لا تضاف للمجموع، لأن الرسم فى النهاية موهبة، ولكن بشرط أن يكون لدى أولياء الأمور والتلاميذ والمدرسين الوعى والثقافة، التى تسمح لهم بأن ينموا هذه الموهبة لدى التلاميذ، وأن تظل لها قيمتها، موضحة أنه طالما أن هذه الثقافة ليست موجودة فإن قرار عدم احتساب درجاتها ضمن المجموع إهانة لهذه المادة، لأنه يدفع الطلاب لاهمالها.